الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      20- وقوله: (كمثل الذي استوقد نارا) فهو في معنى "أوقد"، مثل قوله: "فلم يستجبه" أي "فلم يجبه". وقال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                      [ كعب الغنوي ] :


                                                                                                                                                                                                                      (27) وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب

                                                                                                                                                                                                                      أي: "فلم يجبه".

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 54 ] وقال: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) فجعل (الذي) جميعا، وقال: فتركهم، لأن "الذي" في معنى الجميع، كما يكون "الإنسان" في معنى "الناس".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون) فرفع على قوله: "هم صم بكم عمي" رفعه على الابتداء ولو كان على أول الكلام كان النصب فيه حسنا. وأما : (حوله) فانتصب على الظرف، وذلك أن الظرف منصوب. والظرف هو ما يكون فيه الشيء، كما قال الشاعر: [ الأعشى ] :


                                                                                                                                                                                                                      (28) هذا النهار بدا لها من همها     ما بالها بالليل زال زوالها

                                                                                                                                                                                                                      نصب "النهار" على الظرف، وإن شاء رفعه وأضمر فيه، وأما "زوالها" فإنه كأنه قال: "أزال الله الليل زوالها".

                                                                                                                                                                                                                      ***

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية