الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
البقرة .

أخرج ابن مردويه في مستدركه وصححه ، من طريق أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ولهم فيها أزواج مطهرة [ البقرة : 25 ] . قال : من الحيض ، والغائط ، والنخامة ، والبزاق .

[ ص: 478 ] قال ابن كثير في تفسيره : في إسناده البزيعي ، قال فيه ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به . قال : ففي تصحيح الحاكم له نظر ، ثم رأيته في تاريخه قال : إنه حديث حسن .

وأخرج ابن جرير بسند رجاله ثقات ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن رجل من بني أمية من أهل الشام أحسن عليه الثناء ، قال : قيل يا رسول الله ، ما العدل ؟ قال : العدل الفدية مرسل جيد عضده إسناد متصل عن ابن عباس موقوفا .

وأخرج الشيخان ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : قيل لبني إسرائيل : وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة [ البقرة : 58 ] . فدخلوا يزحفون على إستاههم ، وقالوا : حبة في شعره . فيه تفسير قوله قولا غير الذي قيل لهم [ البقرة : 59 ] .

وأخرج الترمذي وغيره بسند حسن ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله [ ص: 479 ] صلى الله عليه وسلم ، قال : ويل واد في جهنم ، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره .

وأخرج أحمد بهذا السند ، عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة .

وأخرج الخطيب في الرواة - بسند فيه مجاهيل - عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : يتلونه حق تلاوته [ البقرة : 121 ] . قال : يتبعونه حق اتباعه وأخرج ابن مردويه - بسند ضعيف - عن علي بن أبي طالب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : لا ينال عهدي الظالمين [ البقرة : 124 ] . قال : لا طاعة إلا في المعروف له شاهد أخرجه ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس موقوفا بلفظ : ليس لظالم عليك عهد أن تطيعه في معصية الله .

وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا [ البقرة : 143 ] . قال : عدلا .

[ ص: 480 ] وأخرج الشيخان وغيرهما عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يدعى نوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم فيدعى قومه فيقال لهم : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، وما أتانا من أحد ، فيقال لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته . قال : فذلك قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : والوسط العدل ، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ وأشهد عليكم

قوله : والوسط العدل ، مرفوع غير مدرج ، نبه عليه ابن حجر في شرح البخاري .

وأخرج أبو الشيخ والديلمي في مسند الفردوس من طريق جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : فاذكروني أذكركم [ البقرة : 152 ] . يقول : اذكروني يا معشر العباد بطاعتي ، أذكركم بمغفرتي .

وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : انقطع قبال النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع ، فقالوا : مصيبة يا رسول الله ؟ فقال : ما أصاب المؤمن مما يكرهه فهو مصيبة له شواهد كثيرة .

وأخرج ابن ماجه ، وابن أبي حاتم ، عن البراء بن عازب ، قال : كنا في جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن الكافر يضرب ضربة بين عينيه فيسمعها كل دابة غير الثقلين ، فتلعنه [ ص: 481 ] كل دابة سمعت صوته ، فذلك قول الله : ويلعنهم اللاعنون [ البقرة : 159 ] . يعني دواب الأرض .

وأخرج الطبراني عن أبي أمامة ، قال قال صلى الله عليه وسلم في : الحج أشهر معلومات [ البقرة : 197 ] . قال : شوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة .

وأخرج الطبراني بسند لا بأس به ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج [ البقرة : 197 ] . قال : الرفث التعرض للنساء بالجماع ، والفسوق المعاصي ، والجدال جدال الرجل صاحبه

وأخرج أبو داود عن عطاء أنه سئل عن اللغو في اليمين ؟ فقال : قالت عائشة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هو كلام الرجل في بيته : كلا والله ، وبلى والله . أخرجه البخاري موقوفا عليها .

[ ص: 482 ] وأخرج أحمد وغيره ، عن أبي رزين الأسدي قال : قال رجل : يا رسول الله ، أرأيت قول الله : الطلاق مرتان [ البقرة : 229 ] . فأين الثالثة ؟ قال : التسريح بإحسان ثالثة .

وأخرج ابن مردويه عن أنس ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ذكر الله الطلاق مرتين ، فأين الثالثة ؟ قال : فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .

[ ص: 483 ] وأخرج الطبراني بسند لا بأس به ، من طريق أبي لهيعة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : الذي بيده عقدة النكاح [ البقرة : 237 ] . الزوج .

وأخرج الترمذي وابن حبان في صحيحه ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الوسطى صلاة العصر

وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن سمرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الوسطى صلاة العصر .

وأخرج ابن جرير ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الوسطى صلاة العصر .

[ ص: 484 ] وأخرج أيضا عن أبي مالك الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الوسطى صلاة العصر وله طرق أخرى وشواهد .

وأخرج الطبراني عن علي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : السكينة ريح خجول .

وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعا في قوله : يؤتي الحكمة من يشاء [ البقرة : 269 ] . قال : القرآن . قال ابن عباس : يعني تفسيره فإنه قد قرأه البر والفاجر .

التالي السابق


الخدمات العلمية