الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        1195 - وقد روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ما قد حدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا هوذة بن خليفة ، عن عوف عن يزيد الفارسي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال ، وهي من السبع الطول وإلى براءة وهي من المئين ؟ فقرنتم بينهما ، وجعلتموهما في السبع الطول ، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم.

                                                        [ ص: 202 ] فقال عثمان : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه الآية فيقول : اجعلوها في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسأله عن ذلك ، فخفت أن تكون منها فقرنت بينهما ، ولم أكتب بينها سطر بسم الله الرحمن الرحيم وجعلتهما في السبع الطول
                                                        .

                                                        قال أبو جعفر : فهذا عثمان رضي الله عنه ، يخبر في هذا الحديث أن بسم الله الرحمن الرحيم لم تكن عنده من السورة ، وأنه إنما كان يكتبها في فصل السور ، وهي غيرهن : فهذا خلاف ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنه من ذلك .

                                                        وقد جاءت الآثار متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان رضي الله عنهم ، أنهم كانوا لا يجهرون بها في الصلاة .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية