الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17783 7866 - (18247) - (4 \ 256) عن عدي بن حاتم، أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما، فقد غوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بئس الخطيب أنت، قل ومن يعص الله ورسوله ".

التالي السابق


* قوله: "فقد رشد": - بفتح الشين - هو المشهور، وجوز - كسرها - وقد قرأ الشهاب الموصلي في مجلس الحافظ المزي: "رشد" - بالكسر - فرد عليه الحافظ - بالفتح - وقرأ عليه قوله تعالى: لعلهم يرشدون [البقرة: 186]؛ أي: والمضارع بالضم لا يكون للماضي بالكسر، فقرأ عليه الشهاب قوله [ ص: 20 ] تعالى: فأولئك تحروا رشدا [الجن: 14]أي: والمصدر - بفتحتين - يكون غالبا لما كان ماضيه بالكسر، ثم انتصر له ابن هشام بأن سيبويه ذكر الكسر في ماضيه، ورده ابن السبكي بأنه سماع غريب، والحديث إنما يقرأ على اللغة المشهورة، ذكره تاج الدين السبكي في "طبقاته الكبرى".

* "غوى": بفتح الواو وكسرها - وصوب عياض الفتح.

* "بئس الخطيب. . . إلخ": قالوا: أنكر عليه التشريك في الضمير المقتضي لتوهم التسوية، ورد بأنه ورد مثله في كلامه صلى الله عليه وسلم، فالوجه أن التشريك في الضمير يخل بالتعظيم الواجب، ويوهم التشريك بالنظر إلى بعض المتكلمين وبعض السامعين، فيختلف حكمه بالنظر إلى المتكلمين والسامعين، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية