الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3212 يقال للواحد وللاثنين والجمع: نجي، ويقال: خلصوا نجيا اعتزلوا نجيا، والجمع أنجية يتناجون.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  النجي بفتح النون وكسر الجيم وتشديد الياء آخر الحروف، قال ابن الأثير: هو المناجي، وهو المخاطب للإنسان المحدث له، وذكر البخاري أنه يقال للواحد: نجي وللاثنين نجي وللجمع نجي، وفي المطالع: يقال رجل نجي، ورجلان نجي، ورجال نحي، ومثله في رواية الأصيلي في قوله تعالى: خلصوا نجيا وأوله فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا وفسره البخاري بقوله: ويقال: خلصوا نجيا اعتزلوا نجيا، أي فلما يئسوا من يوسف خلصوا نجيا، أي اعتزلوا وانفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم سواهم. قال الزمخشري: ذوي نجوى أو فوجا نجيا أي مناجيا بعضهم بعضا، قال الزجاج: انفردوا متناجين فيما يعملون في ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم، وذكر البخاري هذا تأكيدا لما قبله من أن النجي يطلق على الجمع; لأن نجيا في الآية بمعنى المتناجين، ونصبه على الحال، وقال الزمخشري: النجي على معنيين يكون بمعنى المناجي كالعشير والسمير بمعنى المعاشر والمسامر، ومنه قوله تعالى: وقربناه نجيا وبمعنى المصدر الذي هو التناجي كما قيل: النجوى بمعناه، ومنه قيل: قوم نجي كما قيل: هم صديق; لأنه بزنة المصادر.

                                                                                                                                                                                  قوله: والجمع أنجية، أراد به النجي إذا أريد به المفرد فقط يكون جمعه: أنجية كما في قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                  وإذا ما القوم كانوا أنجيه واضطرب اليوم اضطراب الأرشيه



                                                                                                                                                                                  قوله: يتناجون أشار به إلى ما في قوله تعالى: ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان الآية، نزلت في اليهود، وكانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة، فإذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم جلسوا يتناجون فيما بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره، فيترك الطريق عليهم من المخافة، فبلغ ذلك النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فنهاهم عن النجوى فلم ينتهوا، فعادوا إلى النجوى، فأنزل الله هذه الآية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية