الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          58 - مسألة : والقرآن كلام الله وعلمه غير مخلوق . قال عز وجل : { ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم } فأخبر عز وجل أن كلامه هو علمه ، وعلمه تعالى لم يزل غير مخلوق . 59 - مسألة : وهو المكتوب في المصاحف والمسموع من القارئ والمحفوظ في الصدور ، والذي نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم : كل ذلك كتاب الله تعالى وكلامه القرآن حقيقة لا مجازا ، من قال في شيء من هذا أنه ليس هو القرآن ولا هو كلام الله تعالى فقد كفر ، لخلافه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل الإسلام . قال عز وجل : { فأجره حتى يسمع كلام الله } وقال تعالى : { وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون } وقال تعالى { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ } وقال تعالى : { في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين } وقال [ ص: 53 ] تعالى : { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } وقال تعالى : { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين } حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن الأعرابي ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر قال { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو } ولا يحل لأحد أن يصرف كلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجاز عن الحقيقة بدعواه الكاذبة . وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية