الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      هشام بن يوسف ( خ ، 4 )

                                                                                      الصنعاني الإمام الثبت قاضي صنعاء اليمن ، وفقيهها ، أبو عبد الرحمن ، من أقران عبد الرزاق ، لكنه أجل وأتقن ، مع قدم موته ، فهو ممن يذكر مع معن بن عيسى ، وعبد الرحمن بن مهدي .

                                                                                      حدث عن ابن جريج ، ومعمر ، وسفيان الثوري ، والقاسم بن فياض ، وجماعة ، وليس بالمكثر ، لكنه مجود .

                                                                                      روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء ، ويحيى بن معين ، وإسحاق بن راهويه ، وعبد الله بن محمد المسندي ، وخلق سواهم ولم يدركه أحمد بن حنبل .

                                                                                      [ ص: 581 ] ذكره أبو حاتم ، فقال : ثقة متقن .

                                                                                      وروى عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، قال : سمعت بعض أصحابنا قال مرة : قال يحيى بن معين : كتب لي عبد الرزاق إلى هشام بن يوسف ، فقال : إنك تأتي رجلا إن كان غيره السلطان ، فإنه لم يغير حديثه .

                                                                                      وقال يحيى بن معين : مكثنا على باب هشام خمسين يوما ، لا يحدثنا بحديث ، نذهب معه إلى باب الأمير .

                                                                                      وقال أحمد بن حنبل : سمعت عبد الرزاق يقول : أتاه - يعني يحيى بن معين - فأجزره شاة ، وفعل به وفعل ، ثم قال أحمد : هشام ألأم من أن يذبح له .

                                                                                      قال إبراهيم بن يوسف : سمعت هشام بن يوسف يقول : قدم سفيان الثوري اليمن ، فقال : اطلبوا كاتبا سريع الخط ، فارتادوني ، فكنت أكتب .

                                                                                      قال أبو زرعة الرازي : هشام أصح اليمانيين كتابا .

                                                                                      وقال عبد الرزاق : إن حدثكم القاضي ، فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره .

                                                                                      قلت : توفي هشام في سنة سبع وتسعين ومائة ، في عشر السبعين أرى .

                                                                                      [ ص: 582 ] قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد القرافي بمصر ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الفتح ، والفرج بن عبد الله الكاتب ببغداد قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، أخبرنا علي بن عمر الحربي في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين ، سنة سبع وعشرين ومائتين ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي .

                                                                                      هذا حديث غريب فرد ، ما رواه عن ابن عباس إلا ولده علي ، ولا عن علي إلا ابنه محمد أبو الخلفاء ، تفرد به عنه قاضي صنعاء عبد الله بن سليمان ، ولم يروه عنه إلا هشام ، أخرجه الترمذي عن سليمان بن الأشعث السجزي ، عن يحيى بن معين ، فوقع لنا بدلا بعلو درجتين .

                                                                                      وقد رواه يعقوب الفسوي في " تاريخه " عن زياد بن أيوب ، عن ابن معين ، والناس فيه عيال على يحيى ، وليس النوفلي بمعروف .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية