الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      نافع بن جبير ( ع )

                                                                                      ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ، الفقيه ، الإمام ، الحجة ، أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الله القرشي النوفلي المدني ، أخو محمد بن جبير .

                                                                                      روايته عن العباس والزبير عند البخاري ، وروى أيضا عن أبيه ، وعائشة ، وجرير ، وعلي ، والمغيرة ، وأبي هريرة ، ورافع بن خديج ، وابن عباس ، وعثمان بن أبي العاص ، وأبي شريح الخزاعي ، وأم سلمة ، ومسعود بن الحكم ، وعدة .

                                                                                      وعنه رفيقه عروة ، وعمرو بن دينار ، والزهري ، وأبو الزبير ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، ومحمد بن سوقة ، وصالح بن كيسان ، وصفوان بن سليم ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، وعبد الله بن الفضل الهاشمي ، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار ، وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، وسعد بن إبراهيم ، وأبو الغصن ثابت بن قيس ، وخلق كثير . [ ص: 542 ]

                                                                                      وثقه العجلي وأبو زرعة وجماعة .

                                                                                      وقال علي بن المديني : أصحاب زيد الذين كانوا يأخذون عنه ويفتون بفتواه ; منهم من لقيه ، ومنهم من لم يلقه ، وهم اثنا عشر رجلا . فذكر منهم نافع بن جبير .

                                                                                      وقال ابن حبان : كان من خيار الناس ، كان يحج ماشيا وناقته تقاد ، وكان يخضب بالوسمة .

                                                                                      وقال ابن المبارك : كان نافع بن جبير يعد من فصحاء قريش ، هو وعمر بن عبد العزيز ، وسليمان بن عبد الملك .

                                                                                      وعن نافع بن جبير ، قال : من شهد جنازة ليراه أهلها ، فلا يشهدها .

                                                                                      وقيل : قدم نافع بن جبير على الحجاج ، فقال الحجاج : قتلت ابن الزبير ، وعبد الله بن صفوان ، وابن مطيع ، ووددت أني كنت قتلت ابن عمر . فقال له : ما أراد الله بك خير مما أردت لنفسك . قال : صدقت . فلما خرج قال له عنبسة بن سعيد : لا خير لك في المقام عند هذا ; قال : جئت للغزو . ثم ودع الحجاج ، وسار نحو الديلم .

                                                                                      مالك بن يزيد بن رومان ، قال : كنت أصلي إلى جنب نافع بن جبير فيغمزني ، فأفتح عليه ونحن نصلي . [ ص: 543 ]

                                                                                      محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو ، أن نافع بن جبير كان يحج ماشيا ، وراحلته تقاد معه .

                                                                                      يعلى بن عبيد : حدثنا عثمان بن حكيم ، عن نافع بن جبير ، قال : ما صخبت بمكة قط ، ولا آجرت أرضا لي قط ; من استقرضها أقرضته . قال : وكان يقضي مناسكه على رجليه .

                                                                                      ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن عباس ، عن نافع بن جبير ، أنه قيل له : إن الناس يقولون كأنه - يعني التيه - فقال : والله لقد ركبت الحمار ، ولبست الشملة ، وحلبت الشاة ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما فيمن فعل ذلك من الكبر شيء " .

                                                                                      هذا مرسل جيد .

                                                                                      قال الواقدي وكاتبه وخليفة ، والزبير بن بكار : مات نافع في خلافة سليمان بن عبد الملك وسليمان استخلف سنة ست وتسعين ومات سنة تسع .

                                                                                      وروى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، أنه توفي سنة تسع وتسعين .

                                                                                      قلت : مات في عشر التسعين . فيما أرى .

                                                                                      وأخوه :

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية