الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      موسى بن طلحة ( ع )

                                                                                      ابن عبيد الله ، الإمام القدوة أبو عيسى القرشي التيمي المدني ، نزيل الكوفة .

                                                                                      روى عن أبيه ، وعن عثمان ، وعلي ، وأبي ذر ، وأبي أيوب ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وغيرهم .

                                                                                      حدث عنه ولده عمران ، وحفيده سليمان بن عيسى ، وأولاد إخوته معاوية وموسى ابنا إسحاق بن طلحة ، وطلحة وإسحاق ابنا يحيى بن طلحة ، وسماك بن حرب ، وبيان بن بشر ، وعبد الملك بن عمير ، وعثمان بن عبد الله [ ص: 365 ] بن موهب ، وابناه محمد وعمرو ابنا عثمان ، وآخرون .

                                                                                      قال أبو حاتم الرازي هو أفضل ولد طلحة بعد محمد .

                                                                                      قلت : كان محمد هذا أكبر أولاد أبيه ، قتل معه يوم الجمل ، وكان عابدا نبيلا ، ثم أفضلهم موسى صاحب الترجمة ، ثم عيسى بن طلحة ثم يحيى بن طلحة ثم يعقوب بن طلحة أحد الأجواد قتل يوم الحرة . ثم زكريا بن طلحة سبط أبي بكر الصديق ، ثم إسحاق بن طلحة ثم عمران بن طلحة ولهم أولاد وعقب .

                                                                                      قيل : كان موسى يسمى المهدي .

                                                                                      وثقه أحمد العجلي وغيره .

                                                                                      وروى الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير قال : لما ظهر المختار الكذاب بالكوفة هرب منه ناس ، فقدموا علينا البصرة ، فكان منهم [ ص: 366 ] موسى بن طلحة ، وكان في زمانه يرون أنه المهدي ، فغشيناه ، فإذا هو رجل طويل السكوت ، شديد الكآبة والحزن ، إلى أن رفع رأسه يوما ، فقال : والله لأن أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحب إلي من كذا وكذا ، وأعظم الخطر . فقال رجل : يا أبا محمد وما الذي ترهب أن يكون أعظم من الفتنة ؟ قال : الهرج .

                                                                                      قالوا : وما الهرج ؟ قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثونا : القتل القتل حتى تقوم الساعة وهم على ذلك .

                                                                                      وعن موسى بن طلحة قال : صحبت عثمان - رضي الله عنه - ثنتي عشرة سنة .

                                                                                      قال ابن موهب : رأيت موسى بن طلحة يخضب بالسواد .

                                                                                      وقال عيسى بن عبد الرحمن : رأيت على موسى بن طلحة برنس خز .

                                                                                      روى صالح بن موسى الطلحي ، عن عاصم بن أبي النجود ، قال : فصحاء الناس ثلاثة : موسى بن طلحة التيمي ، وقبيصة بن جابر الأسدي ، ويحيى بن يعمر .

                                                                                      وورد مثل هذا القول ، عن عبد الملك بن عمير .

                                                                                      مات موسى في آخر سنة ثلاث ومائة .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن سلامة ، عن أحمد بن محمد التيمي إجازة ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا الحارث بن محمد ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا أبو مالك الأشجعي ، عن موسى بن [ ص: 367 ] طلحة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أسلم ، وغفار ، وجهينة وأشجع ، ومن كان من بني كعب موالي دون الناس ، والله ورسوله مولاهم "

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية