الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      معن بن عيسى ( ع )

                                                                                      ابن يحيى بن دينار ، الإمام الحافظ الثبت أبو يحيى المدني القزاز ، مولى أشجع .

                                                                                      ولد بعد الثلاثين ومائة . [ ص: 305 ]

                                                                                      وحدث عن ابن أبي ذئب ، ومالك ، ومعاوية بن صالح ، وأبي الغصن ثابت بن قيس ، وأبي بن عباس بن سهل الساعدي ، وموسى بن علي بن رباح ، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ، وخالد بن أبي بكر العمري ، وعبد العزيز بن المطلب بن عبد الله ، وهشام بن سعد ، وموسى بن يعقوب الزمعي ، وعبد الله بن المؤمل ، وسعيد بن السائب الطائفي ، وإبراهيم بن طهمان ، وعبد الرحمن بن أبي الموال ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وخلق سواهم .

                                                                                      حدث عنه أحمد - فيما قيل - وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وقتيبة ، وهارون الحمال ، ومحمد بن يحيى العدني ، وعلي بن شعيب السمسار ، والحسين بن عيسى البسطامي وإسحاق بن بهلول ، ونصر بن علي ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأبو بكر محمد بن خلاد ، وعلي بن ميمون العطار ، وخلق كثير .

                                                                                      روى الميموني ، عن أحمد قال : ما كتبت عن معن شيئا .

                                                                                      وقال إسحاق بن موسى الأنصاري : سمعت معنا يقول : كان مالك لا يجيب العراقيين في شيء من الحديث ، حتى أكون أنا أسأله عنه ، وكل شيء من الحديث في " الموطأ " سمعته من مالك إلا ما استثنيت أني عرضته عليه ، وكل شيء من غير الحديث عرضته على مالك إلا ما استثنيت أني سألته عنه .

                                                                                      قال أبو حاتم : أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى ، وهو [ ص: 306 ] أحب إلي من عبد الله بن نافع الصائغ ، ومن ابن وهب .

                                                                                      وقال محمد بن سعد : كان معن يعالج القز بالمدينة ، ويشتريه ، وكان له غلمان حاكة ، وكان يشتري ، ويلقي إليهم ، ثم قال : مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة وكان ثقة كثير الحديث ثبتا مأمونا .

                                                                                      وكذلك قال محمد بن فضيل البزار في تاريخ وفاته ، وزاد : يوم الثلاثاء .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا أحمد بن أبي الفتح بن صرما ، والفتح بن عبد الله قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور ، أخبرنا علي بن عمر الحربي ، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين ، حدثنا معن ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يصافح امرأة قط .

                                                                                      أخرجه النسائي في جمعه حديث مالك ، عن معاوية بن صالح ، عن ابن معين .

                                                                                      قال أبو إسحاق في " الطبقات " : كان معن يتوسد عتبة مالك ، فلا يلفظ مالك بشيء إلا كتبه ، وكان ربيبه ، وهو الذي قرأ " الموطأ " للرشيد وبنيه على مالك ، قال : وقال علي بن المديني : أخرج إلينا معن بن عيسى أربعين ألف مسألة ، سمعها من مالك - رحمه الله - .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية