الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 51 ] مروان بن معاوية ( ع )

                                                                                      ابن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، الإمام الحافظ الثقة أبو عبد الله الفزاري الكوفي ثم الدمشقي .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا أحمد بن أبي الفتح ، والفتح بن عبد السلام ، وأخبرنا أبو حفص الطائي ، عن أبي اليمن الكندي ، قالوا : أخبرنا أبو الفضل الأرموي ، وأخبرنا أحمد بن هبة الله ، عن عبد المعز بن محمد ، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد ، قالا : أخبرنا أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر السكري ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، حدثنا يحيى بن معين سنة سبع وعشرين ومائتين ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا هلال بن سويد الأحمري ، سمعت أنسا يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدي له ثلاث طوائر ، فأطعم خادمه طيرا ، فلما كان الغداة ، أتاه به ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألم أنهك أن تخبأ شيئا لغد ، فإن الله - تعالى - يأتي برزق كل غد .

                                                                                      حديث غريب ، وهلال واه ، ويقال : هو أبو ظلال .

                                                                                      مروان هو ابن عم الإمام أبي إسحاق الفزاري ، وكان ينبغي أن يلصق به لأنه في طبقته . [ ص: 52 ]

                                                                                      ولد في خلافة هشام بن عبد الملك .

                                                                                      وحدث عن : حميد الطويل ، وعاصم الأحول ، وسليمان التيمي ، وأبي مالك الأشجعي ، وعوف الأعرابي ، وسعد بن عبيد ، والحسن بن عمرو الفقيمي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وهاشم بن هاشم بن عتبة ، ويزيد بن كيسان ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وبهز بن حكيم ، وأيمن بن نابل ، ورشدين بن كريب ، وطلحة بن يحيى ، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، وعبيد الله بن عبد الله الأصم ، وعطاء بن عجلان ، ومحمد بن سوقة ، وابن إسحاق ، وهلال بن عامر ، وخلق كثير .

                                                                                      كان جوالا في طلب الحديث .

                                                                                      حدث عنه : الحميدي ، وزكريا بن عدي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن معين ، وابن راهويه ، وأبو خيثمة ، وعلي بن المديني ، وابن نمير ، وأحمد بن منيع ، ومحمد بن سلام البيكندي ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ودحيم ، وعمرو الناقد ، وأبو كريب ، ومحمد بن يحيى العدني ، ويعقوب الدورقي ، ومحمد بن هشام بن ملاس ، وأبو عمار الحسين بن حريث ، وزياد بن أيوب ، والحسن بن عرفة ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وسويد بن سعيد ، وعمرو بن رافع القزويني ، وعمرو بن عثمان ، وكثير بن عبيد ، وأمم سواهم .

                                                                                      وحديثه يروى اليوم بعلو في جزء ابن عرفة .

                                                                                      روى أبو بكر الأسدي ، عن أحمد بن حنبل ، قال : ثبت حافظ . وروى أبو داود ، عن أحمد ، قال : ما كان أحفظه ، كان يحفظ حديثه . [ ص: 53 ]

                                                                                      وروى عثمان الدارمي ، عن يحيى : ثقة .

                                                                                      وكذا وثقه النسائي ، وغير واحد .

                                                                                      وقال علي بن المديني : ثقة فيما روى عن المعروفين ، وضعفه فيما روى عن المجهولين .

                                                                                      قلت : إنما الضعف من قبلهم ، كان يروي عن كل ضرب ، وقد كان سفيان الثوري مع جلالته يفعل كذلك .

                                                                                      وقال علي بن الحسين بن الجنيد : قال ابن نمير : كان مروان يلتقط الشيوخ من السكك .

                                                                                      وقال العجلي : ثقة ثبت ما حدث عن المعروفين ، وما حدث عن المجهولين ، ففيه ما فيه ، وليس بشيء .

                                                                                      وقال أبو حاتم : صدوق لا يدفع عن صدق ، وتكثر روايته عن الشيوخ المجهولين .

                                                                                      وقال عباس الدوري : سألت يحيى بن معين عن حديث مروان بن معاوية ، عن علي بن أبي الوليد ، فقال : هذا هو علي بن غراب ، والله ما رأيت أحيل للتدليس منه .

                                                                                      قال دحيم وغيره : مات فجأة سنة ثلاث وتسعين ومائة قبل التروية بيوم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية