الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      محمد بن سلام ( خ )

                                                                                      ابن الفرج ، الإمام الحافظ الناقد أبو عبد الله السلمي مولاهم البخاري البيكندي .

                                                                                      رأى مالك بن أنس ، ولم يتفق له السماع منه .

                                                                                      وروى عن : أبي الأحوص سلام بن سليم ، وإسماعيل بن جعفر ، وهشيم بن بشير ، وعبد الله بن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبي إسحاق الفزاري ، وعيسى بن موسى غنجار ، وزائدة بن أبي الرقاد ، وأبي بكر بن عياش ، وخلق كثير .

                                                                                      حدث عنه : البخاري ، وأبو محمد الدارمي ، وعبيد الله بن واصل ، وأبو عمر محمد بن بجير ، وأحمد بن الضوء ، وحميد بن النضر ، وطفيل بن زيد النسفي ، وخلق من أهل ما وراء النهر .

                                                                                      وكان من أوعية العلم ، وأئمة الأثر .

                                                                                      قال أحمد بن الهيثم الشاشي : قال لي يحيى بن يحيى : بخراسان كنزان : كنز عند محمد بن سلام البيكندي ، وكنز عند إسحاق بن راهويه .

                                                                                      [ ص: 629 ] وروى محمد بن يوسف السمرقندي ، عن محمد بن مبشر الكرميني قال : انكسر قلم محمد بن سلام البيكندي في مجلس شيخ ، فأمر أن ينادى : قلم بدينار ، فطارت إليه الأقلام .

                                                                                      قلت : كان محتشما ذا أموال .

                                                                                      قال محمد بن يعقوب البيكندي : سمعت علي بن الحسين يقول : كان محمد بن سلام في منزله ، فدق بابه ، فخرج ، فقال الشخص : يا أبا عبد الله ، أنا جني رسول ملك الجن إليك يسلم عليك ويقول : لا يكون لك مجلس إلا يكون منا في مجلسك أكثر من الإنس .

                                                                                      قال محمد بن يعقوب : هذه حكاية مستفيضة عندنا مشهورة .

                                                                                      وعن محمد بن سلام ، قال : لم أجلس في سوق بيكند منذ أربعين سنة .

                                                                                      وقال سهل بن المتوكل : سمعت محمد بن سلام يقول : أنا محمد بن سلام بالتخفيف .

                                                                                      قلت : بكل قالوا ، فقد ذكر التثقيل ، ولم يثبت .

                                                                                      وقد دخل محمد بن سلام خوارزم مع غنجار ، وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصري ، ومغيرة بن موسى صاحب سعيد بن أبي عروبة .

                                                                                      [ ص: 630 ] قال عبيد الله بن واصل : سمعت محمد بن سلام يقول : كتبت عن أربعمائة شيخ .

                                                                                      وقال علي بن الحسين : سمعت محمد بن سلام يقول : أدركت مالكا ، فإذا الناس يقرأون عليه ، فلم أسمع منه .

                                                                                      وقال سهل بن المتوكل : سمعت محمدا يقول : أنفقت في طلب العلم أربعين ألفا ، وأنفقت في نشره أربعين ألفا ، وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره ، أو كما قال .

                                                                                      قال عبيد الله بن شريح : سمعت محمد بن سلام يقول : أحفظ نحوا من خمسة آلاف حديث .

                                                                                      وقال محمد بن أحمد الغنجار : كان لابن سلام مصنفات في كل باب من العلم ، كان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص الفقيه مودة وأخوة مع تخالفهما في المذهب .

                                                                                      قال يحيى بن جعفر البيكندي : ولد محمد بن سلام في الليلة التي توفي فيها سفيان الثوري .

                                                                                      قال البخاري : مات في سابع صفر سنة خمس وعشرين ومائتين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية