الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      كثير بن مرة ( م 4 )

                                                                                      الإمام الحجة أبو شجرة الحضرمي ، الرهاوي ، الشامي ، الحمصي ، الأعرج . يكنى أبا القاسم .

                                                                                      أرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وحدث عن معاذ بن جبل ، وعمر بن الخطاب ، وتميم الداري ، وعبادة بن الصامت ، وعوف بن مالك ، وأبي الدرداء ، ونعيم بن همار وأبي هريرة ، وعقبة بن عامر ، وأبي فاطمة الأزدي ، وشرحبيل بن السمط ، وعبد الله بن عمرو ، وابن عمر ، وعدة .

                                                                                      وعنه : أبو الزاهرية حدير بن كريب ، وخالد بن معدان ، وصالح بن أبي عريب ، ومكحول ، وشريح بن عبيد ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ، ولقمان بن عامر ، ونصر بن علقمة ، وعبد الرحمن بن عائذ ، وآخرون .

                                                                                      وروى عنه زيد بن واقد مرسلا ، وثقه ابن سعد ، وأحمد العجلي ، وغيرهما وقال ابن خراش : صدوق . وقال النسائي : لا بأس به .

                                                                                      أبو صالح : عن الليث ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى كثير بن مرة ، وكان قد أدرك بحمص سبعين بدريا . قال [ ص: 47 ] الليث : وكان يسمى الجند المقدم . قال : فكتب إليه أن يكتب إليه بما سمع من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحاديثهم إلا حديث أبي هريرة ; فإنه عندنا .

                                                                                      معاوية بن صالح : عن أبى الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، قال : دخلت المسجد يوم الجمعة ، فمررت بعوف بن مالك الأشجعي وهو باسط رجليه ، فضمهما ثم قال : يا كثير أتدري لم بسطت رجلي؟ بسطتهما رجاء أن يجيء رجل صالح فأجلسه ، وإني لأرجو أن تكون رجلا صالحا .

                                                                                      هذه مسألة حسنة عن صحابي جليل .

                                                                                      قال أبو زرعة الدمشقي : قلت لدحيم ، فمن يكون مع جبير بن نفير ، وأبي إدريس الخولاني في طبقتهما؟ قال : كثير بن مرة . فذاكرته سنه ، ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام ، وقول عوف فيه : إني لأرجو أن تكون صالحا فرآه معهما في طبقة .

                                                                                      قال أبو مسهر : بقي كثير إلى خلافة عبد الملك .

                                                                                      قلت : عداده في المخضرمين ، ومات مع أبي أمامة الباهلي أو قبله ، رحمه الله .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أكمل بن أبي الأزهر ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء ، أنبأنا أبو نصر الزينبي ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق ، حدثنا عبد الله بن أبي داود ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعد الكلاعي ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ; فإنما هو عندك دخيل ، يوشك أن يفارقك إلينا أخرجه الترمذي ، عن الحسن ، فوافقناه بعلو ، وإسناده صحيح متصل .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية