الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبد الملك بن عمير ( ع )

                                                                                      ابن سويد بن حارثة القرشي ، ويقال : اللخمي أبو عمرو ، ويقال : أبو عمر الكوفي الحافظ ، ويعرف بالقبطي . رأى عليا -رضي الله عنه- وأبا موسى الأشعري .

                                                                                      وحدث عن جندب البجلي ، وجابر بن سمرة ، وجبر بن عتيك ، وعمرو بن حريث ، وعطية القرظي ، والنعمان بن بشير ، وأم عطية ، وجرير بن عبد الله البجلي إن صح ، وحصين بن قبيصة أو ابن عقبة ، وإياد بن لقيط ، والأشعث بن قيس ولم يدركه ، وحصين بن أبي الحر ، وزيد بن عقبة ، وربعي بن حراش ، [ ص: 439 ] وابن أبي ليلى ، وقزعة بن يحيى ، وعمرو بن ميمون الأودي ، ووراد كاتب المغيرة ، وموسى بن طلحة ، وأبي بردة بن أبي موسى ، وأبي الأحوص الجشمي ، وخلق من الصحابة وكبار التابعين ، وعمر دهرا طويلا ، وصار مسند أهل الكوفة .

                                                                                      حدث عنه شعبة ، والثوري ، ومسعر ، وهشيم ، وأبو عوانة ، وإسرائيل ، وزائدة ، وحماد بن سلمة ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وعبيدة بن حميد ، وخلق كثير .

                                                                                      وحدث عنه من القدماء شهر بن حوشب ، وذلك في صحيح مسلم مقرونا بآخر . قال علي بن المديني : له نحو مائتي حديث .

                                                                                      روى الميموني عن أحمد بن حنبل ، عن سفيان بن عيينة ، سمعت عبد الملك بن عمير يقول : والله إني لأحدث بالحديث ، فما أدع منه حرفا واحدا .

                                                                                      قال النسائي وغيره : ليس به بأس . وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، ليس بحافظ ، تغير حفظه قبل موته . وروى إسحاق الكوسج ، عن يحيى بن معين قال : مخلط .

                                                                                      وقال علي بن الحسن الهسنجاني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدا مع قلة روايته ، ما أرى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها . وذكر إسحاق الكوسج عن أحمد ، أنه ضعفه جدا . وروى صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، قال : سماك بن حرب أصلح حديثا من عبد الملك بن عمير ، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ .

                                                                                      وروى محمد بن سفيان الكوفي ، عن أبي بكر بن عياش ، سمعت أبا [ ص: 440 ] إسحاق يقول : خذوا العلم من عبد الملك بن عمير .

                                                                                      قال أحمد العجلي : يقال له : ابن القبطة ، كان على قضاء الكوفة ، وهو صالح الحديث ، روى أكثر من مائة حديث ، وهو ثقة في الحديث .

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، حدثنا علي ، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : كان سفيان يعجب من تحفظ عبد الملك ، قال صالح : فقلت لأبي : هو عبد الملك بن عمير ؟ قال : نعم ، قال ابن أبي حاتم : فذكرت هذا لأبي ، فقال : هذا وهم ، إنما هو عبد الملك بن أبي سلمان ، عبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ .

                                                                                      قال البخاري : كان عبد الملك بن عمير من أفصح الناس .

                                                                                      قال ابن عيينة : قال رجل لعبد الملك بن عمير القبطي ، قال : أما عبد الملك ، فأنا ، وأما القبطي ، فكان فرسا لنا سابقا . وروي عن أبي بكر بن عياش ، سمعت عبد الملك بن عمير يقول : هذه السنة توفي لي مائة وثلاث سنين . روى أبو بكر بن أبي الأسود ، عن أبي عبد الله البجلي قال : مات عبد الملك بن عمير سنة ست وثلاثين ومائة أو نحوها ، زاد غيره : في ذي الحجة منها .

                                                                                      أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن وغيره ، قالوا : أنبأنا الحسين بن هبة الله التغلبي ، أنبأنا نضر بن أحمد بن مقاتل ، والحسين بن الحسن الأسدي ، قالا : أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي الفقيه ، أنبأنا محمد وأحمد ، أنبأنا الحسن بن سهل بن الصباح ببلد في سنة سبع عشرة وأربعمائة أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام ، حدثنا علي بن حرب ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، عن النبي [ ص: 441 ] -صلى الله عليه وسلم- قال : لا ينبغي للقاضي أن يقضي بين اثنين وهو غضبان متفق عليه . وفي بعض ألفاظ الصحيح : لا يقضين حكم رواه شعبة ، والكبار عن عبد الملك بن عمير ، أخرجه الأئمة من حديثه في كتبهم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية