الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      صدقة بن عبد الله ( ت ، س ، ق )

                                                                                      الإمام العالم ، المحدث أبو معاوية الدمشقي السمين [ ص: 315 ] ولد في إمرة الوليد ، أو قبل ذلك ، وحدث عن : القاسم أبي عبد الرحمن ، ومحمد بن المنكدر ، ويحيى بن يحيى الغساني ، والعلاء بن الحارث ، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي ، ونصر بن علقمة ، وهشام بن عروة ، والأعمش ، وعدة ، وينزل إلى الرواية عن الأوزاعي .

                                                                                      كان من كبار العلماء ، حدث عنه : سعيد بن عبد العزيز -رفيقه- والوليد بن مسلم ، ووكيع الفريابي ، وعلي بن عياش ، ويحيى البابلتي ، وعبد الله بن يزيد القارئ ، وجماعة ، ووهم ابن عساكر ، فعد في الرواة عنه موسى بن عامر المري ، فقد سقط بينهما الوليد ، وقيل : يكنى أبا محمد .

                                                                                      قال الدارقطني : ضعيف . وكناه مسلم أبا معاوية ، وقال : منكر الحديث .

                                                                                      وقال أبو حاتم : نظرت في مصنفات صدقة السمين ، عند عبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ وسألت دحيما عنه ، فقال : محله الصدق ، غير أنه كان يشوبه القدر ، وقد حدثنا بكتب عن ابن جريج ، وابن أبي عروبة ، وكتب عن الأوزاعي ألفا وخمس مائة حديث .

                                                                                      وقال عمر بن عبد الواحد : حدثنا صدقة بن عبد الله ، قال : قدمت الكوفة فأتيت الأعمش ، فإذا رجل غليظ ممتنع ، فجعلت أتعجرف عليه [ ص: 316 ] تعجرف أهل الشام ، فقال : من أين تكون ؟ قلت : من دمشق . قال : وما أقدمك ؟ قلت : جئت لأسمع منك ومن مثلك الخبر فقال : وبالكوفة جئت تسمع ؟ أما إنك لا تلقى فيها إلا كذابا حتى تخرج منها .

                                                                                      قال عمرو بن أبي سلمة : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : جاءني الأوزاعي ، فقال : من حدثك بكذا ؟ قلت : الثقة عندك وعندي ; صدقة بن عبد الله .

                                                                                      قال العقيلي : حدثنا عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : صدقة السمين شامي ، يروي عنه الوليد بن مسلم ، ليس بشيء ، ضعيف الحديث ، أحاديثه مناكير ، ليس يسوى حديثه شيئا ، وما كان من حديثه مرسل عن مكحول ، فهو أسهل ، وهو ضعيف جدا .

                                                                                      وروى عباس ، عن يحيى بن معين : ضعيف . وقال محمد بن أبي السري : ضعيف .

                                                                                      قلت : هو ممن يجوز حديثه ، ولا يحتج به ، وقد طحنه أبو حاتم بن حبان ، فقال : كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب .

                                                                                      حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا ابن أبي السري ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن صدقة بن عبد الله ، عن موسى بن يسار ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : في العسل العشر ، في كل عشر قرب قربة

                                                                                      [ ص: 317 ] ثم قال ابن حبان : ويروي عن ابن المنكدر ، عن جابر ، نسخة موضوعة ، يشهد لها بالوضع من كان مبتدئا ، فكيف المتبحر ؟ ! .

                                                                                      قال الوليد بن مسلم : مات صدقة بن عبد الله سنة ست وستين ومائة وقد طولته في " الميزان " وكان عنده حديث كثير ، ولم يكن بالمتقن .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية