الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 445 ] حماد بن سلمة ( خ ، م ، 4 )

                                                                                      ابن دينار ، الإمام القدوة ، شيخ الإسلام أبو سلمة البصري ، النحوي ، البزاز ، الخرقي ، البطائني ، مولى آل ربيعة بن مالك ، وابن أخت حميد الطويل .

                                                                                      سمع : ابن أبي مليكة -وهو أكبر شيخ له- وأنس بن سيرين ، ومحمد بن زياد القرشي ، وأبا جمرة نصر بن عمران الضبعي ، وثابتا البناني ، وعمار بن أبي عمار ، وعبد الله بن كثير الداري المقرئ ، وأبا عمران الجوني ، وأبا غالب حزورا ، صاحب أبي أمامة ، وقتادة بن دعامة ، وسماك بن حرب ، وحميدا خاله ، وحماد بن أبي سليمان الفقيه ، وسعد بن جمهان ، وأبا العشراء الدارمي ، ويعلى بن عطاء ، وسهيل بن أبي صالح ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وإياس بن معاوية ، وبشر بن حرب الندبي وعلي بن زيد ، وخالد بن ذكوان ، وشعيب بن الحبحاب ، وعاصم بن العجاج الجحدري ، وأيوب السختياني ، ويونس بن عبيد ، وعمرو بن دينار ، وأبا الزبير المكي ، ومحمد بن واسع ، ومطر بن طهمان الوراق ، ويزيد الرقاشي ، وأبا التياح الضبعي يزيد ، وعطاء بن عجلان ، وعطاء بن السائب ، وأمما سواهم .

                                                                                      حدث عنه : ابن جريج ، وابن المبارك ، ويحيى القطان ، وحرمي بن عمارة ، وابن مهدي ، وأبو نعيم ، وعفان ، والقعنبي ، وموسى بن إسماعيل ، وشيبان بن فروخ ، وهدبة بن خالد ، وعبد الله بن معاوية الجمحي ، وعبد الواحد بن غياث ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، وإبراهيم بن الحجاج السامي ، وعبيد الله بن عائشة التيمي ، وأبو كامل مظفر بن مدرك الحافظ ، والحسن الأشيب ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، والأسود بن عامر ، والهيثم بن جميل ، وأسد السنة ، وسعيد بن سليمان ، وخلق كثير وآخر من زعم أنه سمع منه : أحمد بن أبي سليمان القواريري ، المتروك ، المتهم ، الذي لقيه محمد بن مخلد العطار ، في سنة سبعين ومائتين .

                                                                                      وقد روى الحروف عن عاصم ، وابن كثير .

                                                                                      أخذ عنه الحروف حرمي بن عمارة ، وأبو سلمة التبوذكي .

                                                                                      قال شعبة : كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار . وقال وهيب بن خالد : حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : هو أعلم من غيره بحديث علي بن زيد بن جدعان . قال علي بن المديني : كان عند يحيى بن ضريس الرازي ، عن حماد بن سلمة ، عشرة آلاف حديث . قلت : يعني بالمقاطيع والآثار . [ ص: 446 ] قال أحمد : أعلم الناس بثابت البناني حماد بن سلمة ، وهو أثبتهم في حميد الطويل .

                                                                                      وروى إسحاق الكوسج ، عن ابن معين ، قال : حماد بن سلمة ثقة وقال علي بن المديني : هو عندي حجة في رجال ، وهو أعلم الناس بثابت البناني ، وعمار بن أبي عمار ، ومن تكلم في حماد فاتهموه في الدين .

                                                                                      قلت : كان بحرا من بحور العلم ، وله أوهام في سعة ما روى ، وهو صدوق حجة ، إن شاء الله ، وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد ، وتحايد البخاري إخراج حديثه ، إلا حديثا خرجه في الرقاق ، فقال : قال لي أبو الوليد : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، عن أبي . ولم ينحط حديثه عن رتبة الحسن ، ومسلم روى له في الأصول ، عن ثابت ، وحميد ، لكونه خبيرا بهما .

                                                                                      قال عمرو بن عاصم كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا جعفر الطيالسي : سمعت عفان يقول : كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا .

                                                                                      وقال حجاج بن منهال : حدثنا حماد بن سلمة ، وكان من أئمة الدين . قال أبو عبد الله الحاكم : قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة ، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد ، ولم يخرج له مسلم في الأصول ، إلا من [ ص: 447 ] حديثه عن ثابت ، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت .

                                                                                      قال عبد الله بن معاوية الجمحي : حدثنا الحمادان ، وفضل ابن سلمة على ابن زيد ، كفضل الدينار على الدرهم -يعني الذي اسم جده دينار أفضل من حماد بن زيد ، الذي اسم جده درهم- . وهذا محمول ، على جلالته ودينه ، وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد ، هو نظير مالك في التثبت .

                                                                                      قال شهاب بن معمر البلخي : كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال .

                                                                                      قلت : وكان مع إمامته في الحديث ، إماما كبيرا في العربية ، فقيها فصيحا ، رأسا في السنة ، صاحب تصانيف .

                                                                                      قال عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غدا ، ما قدر أن يزيد في العمل شيئا .

                                                                                      قلت : كانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد .

                                                                                      وقال عفان : قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ، لكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير ، وقراءة القرآن ، والعمل لله -تعالى- منه . وقال عباس عن ابن معين : حديثه في أول أمره وآخره واحد .

                                                                                      وروى أحمد بن زهير ، عن يحيى ، قال : إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وحماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام .

                                                                                      وقال ابن المديني وغيره : لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة . قال موسى بن إسماعيل التبوذكي : لو قلت لكم : إني ما رأيت حماد بن [ ص: 448 ] سلمة ضاحكا لصدقت ، كان مشغولا ، إما أن يحدث ، أو يقرأ ، أو يسبح ، أو يصلي ، قد قسم النهار على ذلك .

                                                                                      قال أحمد بن زهير : سمعت ابن معين يقول : أثبت الناس في ثابت : حماد بن سلمة .

                                                                                      وقال محمد بن مطهر : سألت أحمد بن حنبل ، فقال : حماد بن سلمة عندنا من الثقات ، ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة

                                                                                      قال أحمد بن عبد الله العجلي : حدثني أبي قال : كان حماد بن سلمة لا يحدث ، حتى يقرأ مائة آية ، نظرا في المصحف . .

                                                                                      قال يونس بن محمد المؤدب : مات حماد بن سلمة في الصلاة في المسجد . .

                                                                                      قال سوار بن عبد الله : حدثنا أبي ، قال : كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه ، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين ، شد جونته ولم يبع شيئا فكنت أظن ذلك يقوته .

                                                                                      قال التبوذكي : سمعت حماد بن سلمة يقول : إن دعاك الأمير لتقرأ عليه : قل هو الله أحد فلا تأته قال إسحاق بن الطباع : سمعت حماد بن سلمة يقول : من طلب الحديث لغير الله -تعالى- مكر به . [ ص: 449 ] وقال حماد : ما كان من نيتي أن أحدث ، حتى قال لي أيوب السختياني في النوم : حدث . حاتم بن الليث : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن زيد ، قال : ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية في ذلك الزمان ، إلا حماد بن سلمة .

                                                                                      قال أبو الشيخ : حدثنا الحسن بن محمد التاجر ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : سمعت بعض أصحابنا يقول : عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري فقال سفيان : يا أبا سلمة ! أترى الله يغفر لمثلي ؟ فقال حماد : والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي ، وبين محاسبة أبوي ، لاخترت محاسبة الله ، وذلك لأن الله أرحم بي من أبوي . المفضل الغلابي : حدثنا قريش بن أنس ، عن حماد بن سلمة ، قال : ما كان من شأني أن أروي أبدا ، حتى رأيت أيوب في النوم ، فقال لي : حدث ، فإن الناس يقبلون .

                                                                                      قال إسحاق بن الجراح : حدثنا محمد بن الحجاج ، قال : كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة ، فركب إلى الصين ، فلما رجع ، أهدى إلى حماد هدية ، فقال له حماد إن قبلتها ، لم أحدثك بحديث ، وإن لم أقبلها ، حدثتك . قال : لا تقبلها وحدثني .

                                                                                      قال ابن حبان : حماد بن سلمة الخزاز ، كنية أبي حماد : أبو صخرة ، مولى حميد بن كراته ، ويقال : مولى قريش . وقيل : هو حميري من العباد المجابي الدعوة في الأوقات ، لم ينصف من جانب حديثه ، واحتج بأبي بكر بن عياش ، [ ص: 450 ] وبابن أخي الزهري ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ ، فغيره من أقرانه مثل الثوري ، وشعبة ودونهما كانوا يخطئون ، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه ، فكذلك أبو بكر ، ولم يكن مثل حماد بالبصرة ، ولم يكن يثلبه إلا معتزلي أو جهمي ، لما كان يظهر من السنن الصحيحة ، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش مبلغ حماد بن سلمة في إتقانه ، أم في جمعه ، أم في علمه ، أم في ضبطه .

                                                                                      قال حماد بن زيد : ما كنا نرى من يتعلم بنية غير حماد بن سلمة ، وما نرى اليوم من يعلم بنية غيره .

                                                                                      قال مسلم بن إبراهيم : سمعت حماد بن سلمة يقول : كنت أسأل حماد بن أبي سليمان عن أحاديث مسندة ، والناس يسألونه عن رأيه ، فكنت إذا جئته ، قال : لا جاء الله بك . قال أبو سلمة المنقري : سمعت حماد بن سلمة يقول : إن الرجل ليثقل حتى يخف .

                                                                                      وقال عفان بن مسلم : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : قدمت مكة - وعطاء بن أبي رباح حي- في شهر رمضان ، فقلت : إذا أفطرت ، دخلت عليه ، فمات في رمضان .

                                                                                      قال شيخ الإسلام في : " الفاروق " له : قال أحمد بن حنبل : إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام ، فإنه كان شديدا على المبتدعة . قال يونس : من حماد بن سلمة تعلمت العربية . [ ص: 451 ] وليحيى اليزيدي مرثية يقول فيها :

                                                                                      يا طالب النحو ألا فابكه بعد أبي عمرو وحماد

                                                                                      ونقل بعضهم ، أن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة ، ولم يولد له ولد .

                                                                                      قال البخاري : حدثنا آدم ، قال : شهدت حماد بن سلمة ، ودعوه -يعني الدولة- فقال : أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء ؟ والله لا فعلت . وروي أن حماد بن سلمة كان مجاب الدعوة .

                                                                                      قال أبو داود : لم يكن لحماد بن سلمة كتاب ، سوى كتاب قيس بن سعد . وروى عبد العزيز بن المغيرة ، عن حماد بن سلمة : أنه حدثهم بحديث نزول الرب -عز وجل- فقال : من رأيتموه ينكر هذا ، فاتهموه .

                                                                                      قال علي بن المديني قال يحيى : قال شعبة : كان حماد بن سلمة يفيدني عن محمد بن زياد -يعني القرشي صاحب أبي هريرة -فقلت ليحيى : كان حماد يفيده؟ قال : فيما أعلم . ثم قال يحيى بن سعيد : حماد بن سلمة ، عن زياد الأعلم ، وقيس بن سعد ليس بذاك ، إن كان ما حدث به عن قيس بن سعد حقا ، [ ص: 452 ] فلم يكن قيس بشيء ، ولكن حديث حماد عن ثابت ، وهذا الضرب ، يعني أنه ثبت فيها .

                                                                                      وقال ابن سعد : أخبرني أبو عبد الله التميمي ، قال : أخبرني أبو خالد الرازي ، عن حماد بن سلمة ، قال : أخذ إياس بن معاوية بيدي وأنا غلام ، فقال : لا تموت حتى تقص ، أما إني قد قلت هذا لخالك -يعني حميدا الطويل- فما مات حماد حتى قص . قال أبو خالد : قلت لحماد : أنت قصصت ؟ قال : نعم . قلت : القاص هو الواعظ

                                                                                      قال علي بن عبد الله : قلت ليحيى : حملت عن حماد بن سلمة إملاء ؟ قال : نعم ، إملاء كلها ، إلا شيئا كنت أسأله عنه في السوق ، فأتحفظ . قلت ليحيى : كان يقول : حدثني وحدثنا ؟ قال نعم ، كان يجيء بها عفوا ، حدثني وحدثنا .

                                                                                      قال البيهقي في " الخلافيات " : مما جاء في كتاب " الإمام " لشيخنا ، بعد إيراد حديث : ألا إن العبد نام لحماد بن سلمة ، قال : فأما حماد ، فإنه أحد أئمة المسلمين .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : إذا رأيت من يغمزه ، فاتهمه ، فإنه كان شديدا على أهل البدع ، إلا أنه لما طعن في السن ، ساء حفظه ، فلذلك لم يحتج به البخاري ، وأما مسلم ، فاجتهد فيه ، وأخرج من حديثه عن ثابت ، مما سمع منه قبل تغيره ، وأما عن غير ثابت ، فأخرج نحو اثني عشر حديثا في الشواهد ، دون الاحتجاج ، فالاحتياط أن لا يحتج به فيما يخالف الثقات ، وهذا الحديث من جملتها . قال أبو القاسم البغوي : حدثني محمد بن مطهر ، قال : سألت أحمد بن حنبل ، [ ص: 453 ] فقال : حماد بن سلمة عندنا من الثقات ، ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة . قال أبو سلمة التبوذكي : مات حماد بن سلمة ، وقد أتى عليه ست وسبعون سنة . قلت : فعلى هذا يكون مولده في حياة أنس بن مالك . وقال أبو الحسن المدائني : مات حماد بن سلمة يوم الثلاثاء ، في ذي الحجة ، سنة سبع وستين ومائة وصلى عليه إسحاق بن سليمان . قلت : كذا أرخ وفاته في هذا العام غير واحد ، وبعضهم قال : مات بعد عيد النحر وقال شباب العصفري في " تاريخه " : حماد بن سلمة ، مولى بني ربيعة بن زيد مناة بن تميم ، يكنى أبا سلمة ، مات في ذي الحجة سنة سبع وأما عبد الله بن محمد العيشي ، فقال : مات في ذي الحجة سنة ست وهذا وهم .

                                                                                      ومات مع حماد في سنة سبع أئمة كبار من العلماء ، منهم : أبو حمزة محمد بن ميمون السكري محدث مرو ، والحسن بن صالح بن حي الهمداني الفقيه الكوفي ، والربيع بن مسلم البصري ، وسلام بن مسكين البصري ، والقاسم بن الفضل الحداني البصري ، والسري بن يحيى البصري بخلف ، [ ص: 454 ] وسويد بن إبراهيم الحناط البصري ، وأبو بكر الهذلي البصري ، سلمي ، وأبو عقيل يحيى بن المتوكل البصري ، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي البصري ، وداود بن أبي الفرات البصري ، وأبو الربيع أشعث السمان البصري ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي البصري ، وجماعة سواهم بالبصرة . فكانت سنة فناء العلماء بالبصرة .

                                                                                      وفيها مات شيخ دمشق سعيد بن عبد العزيز التنوخي الفقيه ، وشيخ الإسكندرية عبد الرحمن بن شريح ومحدث الكوفة محمد بن طلحة بن مصرف وأمير الكوفة عيسى بن موسى العباسي وبشار بن برد شاعر وقته .

                                                                                      وقد وقع لي من أعلى رواياته بضعة عشر حديثا ، أفردتها قديما في سنة بضع وتسعين وست مائة .

                                                                                      أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر : أنبأنا المبارك بن أبي الجود ببغداد ، أنبأنا أحمد بن أبي غالب العابد ، أنبأنا عبد العزيز بن علي ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي ، حدثنا عبد الله البغوي ، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله على مدرجته ملكا ، فلما أتى عليه ، قال : أين تريد ؟ قال : أردت أخا لي في قرية كذا وكذا . قال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا ، إلا أني أحبه في الله . قال : إني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه [ ص: 455 ] أخرجه مسلم عن عبد الأعلى ، فوافقناه بعلو ، وهو من أحاديث الصفات التي تمر كما جاءت ، وشاهده في القرآن وفي الحديث كثير ، قال الله -تعالى- : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال : واتخذ الله إبراهيم خليلا .

                                                                                      أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس ، ويوسف بن أحمد الحجار بدمشق ، قالا : أنبأنا موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مائة ، أنبأنا سعيد بن أحمد ، أنبأنا علي بن أحمد البسري ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية يوم يقوم الناس لرب العالمين قال : يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم رواه مسلم عن التمار .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن إسحاق : أنبأنا الفتح بن عبد السلام ; أنبأنا هبة الله بن الحسين ، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز ، حدثنا عيسى بن علي ، حدثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، وعبد الأعلى بن حماد ، وأبو نصر التمار ، وكامل بن طلحة ، وعبيد الله العيشي ، قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي العشراء ، عن أبيه ، قال : قلت يا رسول الله ! أما تكون الذكاة إلا من اللبة والحلق ؟ فقال : لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك [ ص: 456 ] قال ابن حبان في كتاب " الضعفاء " : سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي يقول : جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة ، فقال : أما سمعتها من أحد ؟ قال : نعم ، حدثني سبعة عشر نفسا عن حماد ، قال : والله حدثتك . فقال : إنما هو درهم وأنحدر إلى البصرة ، فأسمع من التبوذكي . قال : شأنك . فانحدر إلى البصرة ، وجاء إلى التبوذكي ، فقال له : أما سمعتها من أحد ؟ قال : سمعتها على الوجه من سبعة عشر ، وأنت الثامن عشر . قال : وما تصنع بهذا ؟ قال : إن حماد بن سلمة كان يخطئ ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره ، فإذا رأيت أصحابه اجتمعوا على شيء ، علمت أن الخطأ منه .

                                                                                      قلت : هذه حكاية منقطعة .

                                                                                      وقال محدث : رأيت أبا سعيد الحداد يكتب أصناف حماد بن سلمة ، فذكر حكاية .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية