الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      حصين بن عبد الرحمن ( ع )

                                                                                      الحافظ الحجة المعمر أبو الهذيل السلمي الكوفي ابن عم منصور . ولد في زمن معاوية في حدود سنة ثلاث وأربعين . وحدث عن عمارة بن رويبة الصحابي ، وجابر بن سمرة ، وعن أبي وائل ، وزيد بن وهب ، . وعمرو بن ميمون ، وعياض الأشعري ، وهلال بن يساف ، ومرة بن شراحيل ، وعبد الله بن أبي قتادة ، وسعيد بن جبير ، وسالم بن أبي الجعد ، وسعد بن عبيدة ، وأبي ظبيان حصين بن جندب ، والشعبي ، وعراك الغفاري ، وأبي عبيدة بن حذيفة ، وعطاء بن أبي رباح وخلق كثير . وعنه سليمان التيمي ، وشعبة ، وزائدة ، والثوري ، وجرير بن حازم ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبو عوانة ، وهشيم ، وابن فضيل ، وفضيل بن عياض [ ص: 423 ] وعبثر بن القاسم ، وعبد الله بن إدريس ، وعباد بن العوام ، وعلي بن عاصم ، وعمران بن عيينة ، وأبو بكر بن عياش ، وخلق كثير . وكان من أئمة الأثر .

                                                                                      روى أبو حاتم ، عن أحمد بن حنبل : حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث .

                                                                                      وقال يحيى بن معين : ثقة .

                                                                                      وقال أحمد العجلي : كوفي ثقة ثبت في الحديث ، سكن بلد المبارك بأخرة ، والواسطيون أروى الناس عنه .

                                                                                      قال ابن أبي حاتم : قلت : لأبي زرعة ، حصين حجة ؟ قال : إي والله .

                                                                                      وقال أبو حاتم : ثقة في الحديث . قال : وفي آخر عمره ساء حفظه . وقال النسائي : تغير .

                                                                                      وقال يزيد بن هارون : طلبت الحديث وحصين حي ، كان يقرأ عليه ، وكان قد نسي . وعن يزيد قال : اختلط حصين .

                                                                                      وقال علي بن المديني وغيره : لم يختلط .

                                                                                      قلت : احتج به أرباب الصحاح ، وهو أقوى من عبد الملك بن عمير ، ومن سماك بن حرب ، وما هو بدون أبي إسحاق ، والعجب من أبي عبد الله البخاري ، ومن العقيلي ، وابن عدي ، كيف تسرعوا إلى ذكر حصين في كتب الجرح . وقيل : كان يخضب بالحناء .

                                                                                      وقال هشيم : أتى عليه ثلاث وتسعون سنة ، وكان أكبر من الأعمش ، وقريبا من إبراهيم النخعي .

                                                                                      قلت : وذكر أنه شهد عرس والد منصور بن المعتمر على أم منصور .

                                                                                      روى علي بن عاصم ، عن حصين ، قال : جاءنا قتل الحسين ، فمكثنا [ ص: 424 ] ثلاثا ، كأن وجوهنا طليت برماد ، قلت : مثل من أنت يومئذ ؟ قال : رجل متأهل .

                                                                                      قال مطين : مات سنة ست وثلاثين ومائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية