الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      المسعودي ( 4 )

                                                                                      الفقيه ، العلامة ، المحدث عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي ، أخو أبي العميس . [ ص: 94 ]

                                                                                      ولد في خلافة عبد الملك بن مروان ، بعد الثمانين .

                                                                                      وحدث عن : عون بن عبد الله بن عتبة ، وسعيد بن أبي بردة ، وزياد بن علاقة ، وعلقمة بن مرثد ، وعلي بن الأقمر ، وعمرو بن مرة ، وعبد الجبار بن وائل ، وأبي بكر بن حزم قاضي المدينة ، ويزيد الفقير ، وعدة .

                                                                                      حدث عنه : ابن المبارك ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويزيد بن هارون ، وجعفر بن عون ، وأبو المغيرة الخولاني ، وطلق بن غنام ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو عبد الرحمن المقرئ ، وأبو نعيم ، وآخرون ، وخاتمتهم علي بن الجعد .

                                                                                      وكان فقيها كبيرا ، ورئيسا نبيلا ، يخدم الدولة ، وله صورة .

                                                                                      قال أبو نعيم : رأيته في قباء أسود وشاشية ، وفي وسطه خنجر ، وبين كتفيه كتابة بأبيض : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم فتوقف أناس في الأخذ عنه لذلك .

                                                                                      وقال الهيثم بن جميل : رأيته في وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع ، مكتوب عليها : محمد يا منصور .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : هو ثقة . وسمع أبي النضر ، وعاصم بن علي ، وهؤلاء منه بعدما اختلط ، إلا أنهم احتملوا السماع منه .

                                                                                      وروى عثمان بن سعيد ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                                      وقال علي بن المديني : ثقة ، قد كان يغلط ، فيما روى عن عاصم بن بهدلة ; وعن سلمة .

                                                                                      قال محمد بن عبد الله بن نمير : المسعودي : ثقة ، اختلط بأخرة . [ ص: 95 ]

                                                                                      وقال النسائي : ليس به بأس .

                                                                                      وعن مسعر قال : ما أعلم أحدا أعلم بعلم ابن مسعود من المسعودي .

                                                                                      قال أبو حاتم : تغير قبل موته بسنة أو سنتين . قال : وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود .

                                                                                      وقال أبو داود الطيالسي ، عن شعبة : صدوق .

                                                                                      وقال يحيى القطان : رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه .

                                                                                      وقال معاذ بن معاذ : رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين ومائة يطالع الكتاب - يعني أنه قد تغير حفظه .

                                                                                      وقال أبو قتيبة : كتبت عنه سنة ثلاث وخمسين ، وهو صحيح ، ورأيته سنة سبع ، والذر يدخل في أذنه ، وأبو داود يكتب عنه ، فقلت له : أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي ؟

                                                                                      قلت : هو في وزن ابن إسحاق ، وحديثه في حد الحسن .

                                                                                      قال أبو عبيد القاسم ، وجماعة : توفي المسعودي في سنة ستين ومائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية