الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الرافعي

                                                                                      شيخ الشافعية ، عالم العجم والعرب ، إمام الدين ، أبو القاسم عبد الكريم ابن العلامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني . مولده سنة خمس وخمسين .

                                                                                      وقرأ على أبيه في سنة تسع وستين .

                                                                                      وروى عنه وعن عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران الفقيه ، وحامد بن [ ص: 253 ] محمود الخطيب الرازي ، وأبي الخير الطالقاني ، وأبي الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني ، وعلي بن عبيد الله الرازي ، وأبي سليمان أحمد بن حسنويه ، وعبد العزيز بن الخليل الخليلي ، ومحمد بن أبي طالب الضرير ، والحافظ أبي العلاء العطار - وأراه بالإجازة - وبها عن أبي زرعة المقدسي ، وأبي الفتح بن البطي .

                                                                                      سمع منه الحافظ عبد العظيم بالموسم ، وأجاز لأبي الثناء محمود بن أبي سعيد الطاوسي ، وعبد الهادي بن عبد الكريم خطيب المقياس ، والفخر عبد العزيز بن عبد الرحمن بن السكري .

                                                                                      وكان من العلماء العاملين ، يذكر عنه تعبد ونسك وأحوال وتواضع ، انتهت إليه معرفة المذهب ، له " الفتح العزيز في شرح الوجيز " وشرح آخر صغير ، وله " شرح مسند الشافعي " في مجلدين تعب عليه ، و " أربعون حديثا " مروية ، وله " أمالي " على ثلاثين حديثا ، وكتاب " التذنيب " فوائد على الوجيز .

                                                                                      قال ابن الصلاح : أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله ; كان ذا فنون ، حسن السيرة ، جميل الأمر .

                                                                                      وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفراييني الصفار : هو شيخنا إمام الدين ناصر السنة صدقا ، أبو القاسم ، كان أوحد عصره في الأصول والفروع ، ومجتهد زمانه ، وفريد وقته في تفسير القرآن والمذهب ، كان له مجلس للتفسير وتسميع الحديث بجامع قزوين ، صنف كثيرا وكان زاهدا ورعا سمع الكثير .

                                                                                      قال الإمام النواوي : هو من الصالحين المتمكنين ، كانت له كرامات كثيرة ظاهرة .

                                                                                      [ ص: 254 ] وقال ابن خلكان : توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة وقال الرافعي : سمعت من أبي حضورا في الثالثة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة .

                                                                                      وقال الشيخ تاج الدين الفزاري : حدثنا ابن خلكان ، أن خوارزم شاه غزا الكرج ، وقتل بسيفه حتى جمد الدم على يده ، فزاره الرافعي وقال : هات يدك التي جمد عليها دم الكرج حتى أقبلها قال : لا بل أنا أقبل يدك ، وقبل يد الشيخ .

                                                                                      قلت : ولوالد الرافعي رحلة لقي فيها عبد الخالق بن الشحامي ، وطبقته ، وبقي إلى سنة نيف وثمانين وخمسمائة .

                                                                                      وقال مظفر الدين قاضي قزوين : عندي بخط الرافعي في كتاب " التدوين في تواريخ قزوين " له أنه منسوب إلى رافع بن خديج الأنصاري - رضي الله عنه .

                                                                                      قال لي أبو المعالي بن رافع : سمعت الإمام ركن الدين عبد الصمد بن محمد القزويني الشافعي يحكي ذلك سماعا من مظفر الدين ، ثم قال الركن : لم أسمع ببلاد قزوين ببلدة يقال لها : رافعان .

                                                                                      [ ص: 255 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ ، أخبرنا عبد العظيم الحافظ سنة خمس وخمسين ، حدثنا الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني لفظا بمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أبو زرعة إذنا . ( ح ) وأخبرنا عبد الخالق القاضي ، أخبرنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا أبو زرعة ، أخبرنا أبو منصور بن المقومي إجازة - إن لم يكن سماعا - أخبرنا أبو القاسم الخطيب ، أخبرنا علي بن إبراهيم القطان ، حدثنا ابن ماجه حدثنا إسماعيل بن راشد حدثنا زكريا بن عدي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم عن عطاء ، عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه .

                                                                                      قال عبد العظيم : صوابه ابن أسد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية