الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الحداد

                                                                                      الشيخ الإمام ، المقرئ المجود ، المحدث المعمر ، مسند العصر أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن مهرة الأصبهاني الحداد ، شيخ أصبهان في القراءات والحديث جميعا .

                                                                                      ولد في شعبان سنة تسع عشرة وأربعمائة .

                                                                                      [ ص: 304 ] وسمع في سنة أربع وعشرين ، وبعدها سمع أبا بكر محمد بن علي بن مصعب التاجر ، وأبا نعيم الحافظ ، فلعله سمع منه وقر بعير ، وأبا الحسين بن فاذشاه ، ومحمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ ، وهارون بن محمد الكاتب ، وأبا القاسم عبد الله بن محمد العطار ، وأبا سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار ، وعلي بن أحمد بن مهران الصحاف ، وأحمد بن محمد بن بزده الملنجي ، وأبا بكر بن ريذه والفضل بن محمد القاشاني ، وأبا أحمد محمد بن علي بن سيويه المكفوف ، وأبا ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني ، وعدة .

                                                                                      وخرح لنفسه معجما سمعناه ، أو لعله بتخريج ولده الحافظ المجود عبيد الله ابن الحداد .

                                                                                      وتلا بالروايات على عبد الله بن محمد العطار ، وأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي الزاهد ، وأحمد بن الفضل الباطرقاني ، وأحمد بن بزده ، وتصدر وأفاد .

                                                                                      تلا عليه بالروايات أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني وجماعة .

                                                                                      وحدث عنه : السلفي ، ومعمر بن الفاخر ، وأبو العلاء العطار ، وأبو موسى المديني ، وأبو مسعود عبد الرحيم الحاجي ، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي ، وأبو الفضل الطوسي خطيب الموصل ، ومحمد بن عبد الواحد الصائغ ، ويحيى بن محمود الثقفي ، والفضل بن القاسم الصيدلاني ، ومحمد بن حسن بن الفضل الأدمي ، ومحمد بن أحمد [ ص: 305 ] المصلح الأديب ، وعبد الرحيم بن محمد الخطيب ، وأبو جعفر محمد بن إسماعيل الطرسوسي ، وخليل بن بدر الراري ، ومسعود بن أبي منصور الحناط ، ومحمد بن أبي زيد الكراني ، وأبو المكارم أحمد بن محمد اللبان ، وخلق خاتمتهم بالحضور أبو جعفر الصيدلاني ، وبالإجازة عفيفة الفارقانية ، وحدث عنه بالإجازة أيضا أبو القاسم بن عساكر ، وأبو سعد السمعاني ، وأجاز لأبي طاهر الخشوعي ، وما ظهرت له الإجازة في حياته .

                                                                                      قال السمعاني : كان عالما ثقة صدوقا من أهل العلم والقرآن والدين ، عمر دهرا ، وحدث بالكثير ، كان أبوه إذا مضى إلى حانوته لعمل الحديد يأخذ بيد الحسن ، ويدفعه في مسجد أبي نعيم .

                                                                                      قلت : وكذلك كان يسمع منه ، وقبله أخوه حمد الذي روى " الحلية " ببغداد .

                                                                                      قال ابن نقطة : سمع أبو علي من أبي نعيم " موطأ القعنبي " و " مسند الإمام أحمد " ، و " مسند الطيالسي " ، و " مسند الحارث " [ ص: 306 ] الموجود سماعه ، و " السنن " للكجي ، و " المستخرج على البخاري " ، و " المستخرج على مسلم " لأبي نعيم ، وكتاب " الحلية " و " المعجم الأوسط " للطبراني ، ومسندات الثوري ، وعوالي الأوزاعي ، ومسند الشاميين ، والسنن من كتب عبد الرزاق ، وجامع عبد الرزاق ، ومغازيه ، وغريب الحديث لأبي عبيد ، ومقتل الحسين ، وكتاب الشواهد ، وكتاب القضاة الأربعة لأبي عبيد ، وكتاب فوائد سمويه ، وفوائد أبي علي بن الصواف ، والطبقات لابن المديني ، وتاريخ الطالبيين للجعابي .

                                                                                      وقال السمعاني : هو أجل شيخ أجاز لي ، رحل الناس إليه ، ورأى من العز ما لم يره أحد في عصره ، وكان خيرا صالحا ثقة وقد سمع من أبي نعيم ، من تواليفه : التوبة والاعتذار ، شرف الصبر ، ذم الرياء ، كسب الحلال ، حفظ اللسان ، تثبيت الإمامة ، رياضة الأبدان ، التهجد ، الإيجاز وجوامع الكلم ، فضل علي ، الخطب النبوية ، لبس السواد ، تعظيم الأولياء ، السعاة ، التعبير ، رفع اليدين ، المزاح ، الهدية ، حرمة المساجد ، الجار ، السحور ، الفرائض ، في الاثنين وسبعين فرقة ، مدح الكرام ، مسألة ثم أورثنا الكتاب سماع الكليم ، العقلاء ، حديث الطير ، لبس الصوف ، الثقلاء ، المحبين مع المحبوبين ، أربعي الصوفية ، قربان المتقين ، الأربعين في الأحكام ، حديث النزول ، في أن الفلك غير مدبر ، المعراج ، الاستسقاء ، الخسف ، الصيام والقيام ، قراءات النبي ، معرفة الصحابة ، علوم الحديث ، تاريخ أصبهان ، الأخوة ، العلم ، [ ص: 307 ] المتواضعين ، القراءة وراء الإمام ، التشهد ، حسن الظن ، المؤاخاة ، وعيد الزناة ، الشهداء ، القدر ، الخلفاء الراشدين ، وأشياء عدة سوى ذلك من الأجزاء والتواليف .

                                                                                      توفي مسند الدنيا أبو علي الحداد في السادس والعشرين من ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة وقد قارب المائة ، ودفن عند القاضي أبي أحمد العسال بأصبهان .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية