الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن هرمز

                                                                                      فقيه المدينة أبو بكر عبد الله بن يزيد بن هرمز الأصم ، أحد الأعلام . وقيل : بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز . عداده في التابعين . وقلما روى . كان يتعبد ويتزهد . وجالسه مالك كثيرا وأخذ عنه .

                                                                                      قال مالك : كنت أحب أن أقتدي به . وكان قليل الفتيا ، شديد التحفظ ، كثيرا ما يفتي الرجل ثم يبعث من يرده ، ثم يخبره بغير ما أفتاه . وكان بصيرا بالكلام ، يرد على أهل الأهواء . كان من أعلم الناس بذلك . بين مسألة لابن عجلان فلما فهمها ، قام إليه ابن عجلان فقبل رأسه .

                                                                                      قال بكر بن مضر : قال ابن هرمز : ما تعلمت العلم إلا لنفسي .

                                                                                      وعن ابن هرمز قال : إني لأحب للرجل أن لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة . وقيل : قتل أبوه يوم الحرة .

                                                                                      [ ص: 380 ] قال مالك : لم يكن أحد بالمدينة له شرف إلا إذا حزبه أمر رجع إلى ابن هرمز ، وكان إذا قدم المدينة غنم الصدقة ، ترك أكل اللحم لكونهم لا يأخذونها كما ينبغي .

                                                                                      وقال لمالك : إياك وهذا الرأي ، فإني أنا وربيعة فخيرته .

                                                                                      قال مالك : جلست إلى ابن هرمز ، ثلاث عشرة سنة ، واستحلفني أن لا أذكر اسمه في الحديث .

                                                                                      قال أبو حاتم : ليس بقوي ، يكتب حديثه . قال البخاري : قال لي الفروي : مات سنة ثمان وأربعين ومائة . ولاؤه لبني ليث .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية