الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عمرو بن عبيد

                                                                                      الزاهد ، العابد ، القدري ، كبير المعتزلة ، وأولهم ، أبو عثمان البصري . له عن أبي العالية وأبي قلابة ، والحسن البصري .

                                                                                      وعنه : الحمادان ، وعبد الوارث ، وابن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الوهاب الثقفي ، وعلي بن عاصم ، وقريش بن أنس ، ثم تركه القطان .

                                                                                      وقال النسائي : ليس بثقة .

                                                                                      وقال حفص بن غياث : ما لقيت أزهد منه ، وانتحل ما انتحل .

                                                                                      وقال ابن المبارك : دعا إلى القدر فتركوه .

                                                                                      وقال معاذ بن معاذ : سمعت عمرا يقول : إن كانت تبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ ، فما لله على ابن آدم حجة . وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق ، فقال : لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته إلى أن قال : ولو [ ص: 105 ] سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله لرددته .

                                                                                      وقال عاصم الأحول : نمت فرأيت عمرو بن عبيد يحك آية ، فلمته . فقال : أعيدها . قلت : أعدها ، فقال : لا أستطيع .

                                                                                      وقال حماد بن زيد : قيل لأيوب : إن عمرو بن عبيد ، روى عن الحسن ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه . قال : كذب .

                                                                                      قال ابن علية : أول من تكلم في الاعتزال واصل الغزال ، فدخل معه عمرو بن عبيد ، فأعجب به وزوجه أخته .

                                                                                      وذكر محمد بن عبد الله الأنصاري ، أنه رأى عمرو بن عبيد في النوم قد مسخ قردا .

                                                                                      وقد كان المنصور يعظم ابن عبيد ويقول :

                                                                                      كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد     غير عمرو بن عبيد

                                                                                      قلت : اغتر بزهده وإخلاصه ، وأغفل بدعته .

                                                                                      قال الخطيب : مات بطريق مكة سنة ثلاث وقيل : سنة أربع وأربعين ومائة .

                                                                                      قال أحمد بن أبي خيثمة في " تاريخه " : سمعت ابن معين يقول : كان عمرو بن عبيد من الدهرية .

                                                                                      وقال سلام بن أبي مطيع : أنا للحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد .

                                                                                      [ ص: 106 ] قد استوفيت ترجمته في " تاريخ الإسلام " .

                                                                                      وقد رثاه المنصور . وله كتاب العدل ، والتوحيد ، وكتاب الرد على القدرية ، يريد السنة . ومن كتاب تلامذته : عثمان بن خالد الطويل شيخ العلاف ، وأبو حفص عمر بن أبي عثمان الشمزي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية