الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 280 ] القول في تأويل قوله ( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : فإن حاجك : يا محمد ، النفر من نصارى أهل نجران في أمر عيسى صلوات الله عليه ، فخاصموك فيه بالباطل ، فقل : انقدت لله وحده بلساني وقلبي وجميع جوارحي . وإنما خص جل ذكره بأمره بأن يقول : " أسلمت وجهي لله " لأن الوجه أكرم جوارح ابن آدم عليه ، وفيه بهاؤه وتعظيمه ، فإذا خضع وجهه لشيء ، فقد خضع له الذي هو دونه في الكرامة عليه من جوارح بدنه .

وأما قوله : " ومن اتبعني " فإنه يعني : وأسلم من اتبعني أيضا وجهه لله معي . و " من " معطوف بها على " التاء " في " أسلمت " كما : -

6773 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير : " فإن حاجوك " أي : بما يأتونك به من الباطل من قولهم : " خلقنا ، وفعلنا ، وجعلنا ، وأمرنا " فإنما هي شبه باطلة قد عرفوا ما فيها من الحق " فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني " .

التالي السابق


الخدمات العلمية