الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والمستغفرين بالأسحار ( 17 ) )

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في القوم الذين هذه الصفة صفتهم .

فقال بعضهم : هم المصلون بالأسحار .

ذكر من قال ذلك :

6753 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " والمستغفرين بالأسحار " هم أهل الصلاة .

6754 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه ، عن قتادة : " والمستغفرين بالأسحار " قال : يصلون بالأسحار . [ ص: 266 ]

وقال آخرون : هم المستغفرون .

ذكر من قال ذلك :

6755 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن حريث بن أبي مطر عن إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال : سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول : رب أمرتني فأطعتك ، وهذا سحر ، فاغفر لي . فنظرت فإذا ابن مسعود .

6756 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله - عز وجل - : " والمستغفرين بالأسحار " قال : حدثني سليمان بن موسى قال : حدثنا نافع : أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة ثم يقول : يا نافع ، أسحرنا ؟ فيقول : لا . فيعاود الصلاة ، فإذا قلت : نعم ! قعد يستغفر ويدعو حتى يصبح .

6757 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن بعض البصريين ، عن أنس بن مالك قال : أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة .

6758 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا أبو يعقوب الضبي قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : من صلى من الليل ثم استغفر في آخر الليل سبعين مرة ، كتب من المستغفرين بالأسحار .

وقال آخرون : هم الذين يشهدون الصبح في جماعة . [ ص: 267 ]

ذكر من قال ذلك :

6759 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسماعيل بن مسلمة أخو القعنبي قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال قلت لزيد بن أسلم : من " المستغفرين بالأسحار " ، قال : هم الذين يشهدون الصبح .

قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بتأويل قوله : " والمستغفرين بالأسحار " قول من قال : هم السائلون ربهم أن يستر عليهم فضيحتهم بها .

" بالأسحار " وهى جمع " سحر " .

وأظهر معاني ذلك أن تكون مسألتهم إياه بالدعاء . وقد يحتمل أن يكون معناه : تعرضهم لمغفرته بالعمل والصلاة ، غير أن أظهر معانيه ما ذكرنا من الدعاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية