الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3607 - ذكر عرض الأنبياء بأتباعهم على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

                                                                                            3608 - بشارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين أن تكونوا شطر أهل الجنة

                                                                                            8761 - وأخبرنا الحسن بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد [ ص: 797 ] الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، والعلاء بن زياد ، عن عمران بن حصين ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة وأكثرنا الحديث ، قال : ثم تراجعنا إلى البيوت فلما أصبحنا غدونا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم : " عرضت علي الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها فجعل النبي يجيء ومعه الثلاثة من قومه ، والنبي ومعه العصابة ، والنبي ومعه النفر ، والنبي ليس معه أحد من قومه ، حتى أتى علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل فلما رأيتهم أعجبوني ، فقلت : رب من هؤلاء ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل ، قال : قلت : رب فأين أمتي ؟ فقيل لي : انظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سود بوجوه الرجال ، فقلت : رب هؤلاء ؟ قال : أمتك ، قال : فقيل لي : هل رضيت ؟ فقلت : رب رضيت ، قال : ثم قيل لي : إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم " قال : فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة ، فقال : يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم ، فقال : " اللهم اجعله منهم " ثم أنشأ رجل آخر ، فقال : يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم ، قال : فقال : " سبقك بها عكاشة " قال : ثم قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم : " فدا لكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا ، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب ، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني رأيت ثم ناسا يتهرشون كثيرا " قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة " قال : فكبرنا ، ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا الثلث " فكبرنا ، ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا الشطر " فكبرنا ، قال : فتلا نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : فراجع المسلمون على هؤلاء السبعين فقالوا : نراهم ناسا ولدوا في الإسلام ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه ، فنمى حديثهم ذلك إلى نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : " ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية