الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3606 - إذا لم يبق من الحسنات فيحمل يوم القيامة من الأوزار

                                                                                            8758 - حدثنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أنس القرشي ، ثنا عبد الله بن بكر السهمي ، أنبأ عباد بن شيبة الحبطي ، عن سعيد بن أنس ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال له عمر : ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ؟ قال : " رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ، فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي ، فقال الله تبارك وتعالى للطالب : فكيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء ؟ قال : يا رب فليحمل من أوزاري " قال : وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبكاء ، ثم قال : " إن ذاك اليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم ، فقال الله تعالى للطالب : " ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه ، فقال : يا رب أرى مدائن من ذهب وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ، لأي نبي هذا أو لأي صديق هذا أو لأي شهيد هذا ؟ قال : هذا لمن أعطى الثمن ، قال : يا رب ومن يملك ذلك ؟ قال : أنت تملكه ، قال : بماذا ؟ قال : بعفوك عن أخيك ، قال : يا رب فإني قد عفوت عنه ، قال الله عز وجل : فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك : ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) فإن الله تعالى يصلح بين المسلمين . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

                                                                                            [ ص: 796 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية