الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3531 - ذكر طبقات شتى لبني آدم

                                                                                            3532 - خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الفيء

                                                                                            8590 - أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل ، ثنا محمد بن أيوب ، ثنا [ ص: 708 ] علي بن عثمان اللاحقي ، وموسى بن إسماعيل ، قالا : ثنا حماد بن سلمة ، أنبأ علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد رضي الله عنه ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر ، ثم قام خطيبا بعد العصر إلى مغربان الشمس حفظها من حفظها ، ونسيها من نسيها ، وأخبر فيها بما هو كائن إلى يوم القيامة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد فإن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى ، فمنهم من يولد مؤمنا ، ويحيى مؤمنا ، ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت مؤمنا ، ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم ، ألم تروا إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فليلزق بالأرض ، ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الفيء ، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الفيء ، فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفيء فإنها بها وإذا كان الرجل بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها ، ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب ، وشر التجار من كان سيء القضاء سيء الطلب ، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب فإنها بها ، وإذا كان الرجل سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها ، ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه ، ألا إن لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ، ألا وإن أكبر الغدر غدر إمام عامة ، ألا وإن الغادر لواؤه عند استه ، ألا وإن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر فلما كان عند مغربان الشمس ، قال : " إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى " .

                                                                                            هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي ، عن أبي نضرة . والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد .

                                                                                            [ ص: 709 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية