الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3461 - خطبة عمر - رضي الله عنه - في الفتنة

                                                                                            8405 أخبرنا أبو العباس السياري بمرو ، أنبأ أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ عبد الله ، أنبأ سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس ، قال : قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " ألا أيها الناس إنا كنا نعرفكم إذ فينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وإذ ينزل الوحي ، وإذ بيننا من أخباركم ، ألا وإن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد انطلق ورفع الوحي ، وإنما نعرفكم بما أقول لكم ، ألا ومن يظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ، ومن يظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه ، سرائركم فيما بينكم وبين ربكم ، ألا وقد أتى علي زمان وأنا أحسب من قرأ القرآن يريد به الله تعالى وما عنده ، ولقد خيل إلي بآخره أن قوما يقرأونه يريدون ما عند الناس ، ألا فأريدوا ما عند الله بقراءتكم وبعملكم ، ألا وإني والله ما أبعث عمالي ليضربوا أبشاركم ويأخذوا أموالكم ، ولكني أبعثهم ليعلموكم دينكم وسننكم ، ويعدلوا بينكم ويقسموا فيكم فيئكم ، ألا من فعل به شيء من ذلك فليرافعه إلي ، والذي نفس عمر بيده لأقصه منه " فوثب عمرو بن العاص - رضي الله عنه - ، فقال : يا أمير المؤمنين أرأيت لو أن رجلا من المسلمين كان على رعية ، فأدب بعض رعيته إنك لمقصه منه ، قال : " وما لي لا أقصه وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقص من نفسه ، ألا لا تضربوهم فتذلوهم ، ولا تمنعوهم [ ص: 627 ] حقهم فتكفروهم ، ولا تجبروهم فتفتنوهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم " " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية