الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نتج

                                                          نتج : النتاج : اسم يجمع وضع جميع البهائم ، قال بعضهم : هو في الناقة والفرس ، وهو فيما سوى ذلك نتج ; والأول أصح ، وقيل : النتاج في جميع الدواب ، والولاد في الغنم ، وإذا ولي الرجل ناقة ماخضا ونتاجها حتى تضع ، قيل : نتجها نتجا . يقال : نتجت الناقة أنتجها إذا وليت نتاجها ، فأنا ناتج ، وهي منتوجة ، وقال [ ص: 184 ] ابن حلزة :


                                                          لا تكسع الشول بأغبارها إنك لا تدري من الناتج

                                                          وقد قال الكميت بيتا فيه لفظ ليس بالمستفيض في كلام العرب ، وهو قوله :


                                                          لينتتجوها فتنة بعد فتنة

                                                          والمعروف من الكلام لينتجوها . التهذيب عن الليث : لا يقال نتجت الشاة إلا أن يكون إنسان يلي نتاجها ، ولكن يقال : نتج القوم إذا وضعت إبلهم وشاؤهم ، قال : ومنهم من يقول : أنتجت الناقة إذا وضعت ، وقال الأزهري : هذا غلط ; لا يقال أنتجت بمعنى وضعت ، وفي الحديث : " كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء " ; أي تلد ، قال : يقال نتجت الناقة إذا ولدت ، فهي منتوجة ، وأنتجت إذا حملت ، فهي نتوج ، قال : ولا يقال منتج . ونتجت الناقة أنتجها إذا ولدتها . والناتج للإبل : كالقابلة للنساء . وفي حديث الأقرع والأبرص : " فأنتج هذان ، وولد هذا " ، قال ابن الأثير : كذا جاء في الرواية أنتج ، وإنما يقال نتج ; فأما أنتجت ، فمعناه إذا حملت وحان نتاجها ، ومنه حديث أبي الأحوص : " هل تنتج إبلك صحاحا آذانها ؟ " ; أي تولدها وتلي نتاجها . أبو زيد : أنتجت الفرس ، فهي نتوج ومنتج إذا دنا ولادها وعظم بطنها . وقال يعقوب : إذا ظهر حملها ، قال : وكذلك الناقة ، ولا يقال منتج ، قال : وإذا ولدت الناقة من تلقاء نفسها ولم يل نتاجها ، قيل : قد انتتجت ، وحاجى به بعض الشعراء فجعله للنخل ، فقال أنشده ابن الأعرابي :


                                                          إن لنا من مالنا جمالا ;     من خير ما تحوي الرجال مالا
                                                          نحلبها غزرا ولا بلالا     بهن ، لا علا ولا نهالا

                                                          ،

                                                          ينتجن كل شتوة أجمالا

                                                          يقول : هي بعل لا تحتاج إلى الماء . وقد نتجها نتجا ونتاجا ونتجت . وأما أحمد بن يحيى فجعله من باب ما لا يتكلم به إلا على الصيغة الموضوعة للمفعول ، الجوهري : نتجت الناقة ، على ما لم يسم فاعله ، تنتج نتاجا ، وقد نتجها أهلها نتجا ، قال الكميت :


                                                          وقال المذمر للناتجين :     متى ذمرت قبلي الأرجل ؟

                                                          والنتوج من الخيل وجميع الحافر : الحامل ، وقد أنتجت ، وبعضهم يقول : نتجت ; وهو قليل . الليث : النتوج الحامل من الدواب ، فرس نتوج وأتان نتوج : في بطنها ولد قد استبان ، وبها نتاج أي حمل ، قال : وبعض يقول للنتوج من الدواب : قد نتجت بمعنى حملت ، وليس بعام . ابن الأعرابي : نتجت الفرس والناقة : ولدت ، وأنتجت : دنا ولادها ; كلاهما فعل ما لم يسم فاعله ، وقال : لم أسمع نتجت ولا أنتجت على صيغة فعل الفاعل ، وقال كراع : نتجت الفرس ، وهي نتوج ، ليس في الكلام فعل وهي فعول إلا هذا ، وقولهم : بتلت النخلة عن أمها وهي بتول إذا أفردت ، وقال مرة : أنتجت الناقة وهي نتوج إذا ولدت ، ليس في الكلام أفعل وهي فعول إلا هذا ، وقولهم : أخفدت الناقة وهي خفود إذا ألقت ولدها قبل أن يتم ، وأعقت الفرس وهي عقوق إذا لم تحمل ، وأشصت الناقة وهي شصوص إذا قل لبنها ، وناقة نتيج : كنتوج ; حكاها كراع أيضا . وقال أبو حنيفة : إذا نأت الجبهة نتج الناس وولدوا واجتني أول الكمأة ; هكذا حكاه نتج ، بتشديد التاء ، يذهب في ذلك إلى التكثير . وبالناقة نتاج أي حمل . وأنتج القوم : نتجت إبلهم وشاؤهم . وأنتجت الناقة : وضعت من غير أن يليها أحد . والريح تنتج السحاب : تمريه حتى يخرج قطره . وفي المثل : إن العجز والتواني تزاوجا فأنتجا الفقر . يونس : يقال للشاتين إذا كانتا سنا واحدة : هما نتيجة ، وكذلك غنم فلان نتائج أي في سن واحدة . ومنتج الناقة : حيث تنتج فيه ، وأتت الناقة على منتجها أي الوقت الذي تنتج فيه ، وهو مفعل ، بكسر العين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية