الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مها

                                                          مها : المهو من السيوف : الرقيق ، قال صخر الغي :


                                                          وصارم أخلصت خشيبته أبيض مهو في متنه ربد

                                                          وقيل : هو الكثير الفرند ، وزنه فلع مقلوب من لفظ ماه ، قال ابن جني : وذلك لأنه أرق حتى صار كالماء . وثوب مهو : رقيق ، شبه بالماء ; عن ابن الأعرابي ، وأنشد لأبي عطاء :


                                                          قميص من القوهي مهو بنائقه

                                                          ويروى : زهو ورخف ، وكل ذلك سواء . الفراء : الأمهاء السيوف الحادة . ومهو الذهب : ماؤه . والمهو : اللبن الرقيق الكثير الماء ، وقد مهو يمهو مهاوة وأمهيته أنا . والمهاة ، بضم الميم : ماء الفحل في رحم الناقة ، مقلوب أيضا ، والجمع مهي ; حكاه سيبويه في باب ما لا يفارق واحده إلا بالهاء وليس عنده بتكسير ، قال ابن سيده : وإنما حمله على ذلك أنه سمع العرب تقول في جمعه هو المها ، فلو كان مكسرا لم يسغ فيه التذكير ، ولا نظير له إلا حكاة وحكى وطلاة وطلى ; فإنهم قالوا هو الحكى وهو الطلى ، ونظيره من الصحيح رطبة ورطب وعشرة وعشر . أبو زيد : المهى ماء الفحل ، وهو المهية . وقد أمهى إذا أنزل الماء عند الضراب . وأمهى السمن : أكثر ماءه ، وأمهى قدره إذا أكثر ماءها ، وأمهى الشراب : أكثر ماءه ، وقد مهو هو مهاوة فهو مهو ، وأمهى الحديدة : سقاها الماء وأحدها ، قال امرؤ القيس :


                                                          راشه من ريش ناهضة     ثم أمهاه على حجره

                                                          وأمهى النصل على السنان إذا أحده ورققه . والمهي : ترقيق الشفرة ، وقد مهاها يمهيها . وأمهى الفرس : طول رسنه ، والاسم المهي على المعاقبة . ومها الشيء يمهاه ويمهيه مهيا معاقبة أيضا : موهه . وحفر البئر حتى أمهى أي بلغ الماء ; لغة في أماه على القلب ، وحفرنا حتى أمهينا . أبو عبيد : حفرت البئر حتى أمهت وأموهت ، وإن شئت حتى أمهيت ، وهي أبعد اللغات ; كلها إذا انتهيت إلى الماء ، قال ابن هرمة :


                                                          فإنك كالقريحة عام تمهى     شروب الماء ثم تعود ماجا

                                                          ابن بزرج في حفر البئر : أمهى وأماه ، ومهت العين تمهو ، وأنشد :


                                                          تقول أمامة عند الفرا     ق ، والعين تمهو على المحجر

                                                          قال : وأمهيتها أسلت دمعها . ابن الأعرابي : أمهى إذا بلغ من حاجته ما أراد ، وأصله أن يبلغ الماء إذا حفر بئرا . وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال لعتبة بن أبي سفيان وقد أثنى عليه فأحسن : أمهيت يا أبا الوليد أمهيت ; أي بالغت في الثناء واستقصيت ، من أمهى حافر البئر إذا استقصى في الحفر وبلغ الماء . وأمهى الفرس إمهاء : أجراه ليعرق . أبو زيد : أمهيت الفرس أرخيت له من عنانه ، ومثله أملت به يدي إمالة إذا أرخى له من عنانه . واستمهيت الفرس إذا [ ص: 147 ] استخرجت ما عنده من الجري ، قال عدي :


                                                          هم يستجيبون للداعي ويكرههم     حد الخميس ، ويستمهون في البهم

                                                          والمهو : شدة الجري . وأمهى الحبل : أرخاه . وأمهى في الأمر حبلا طويلا على المثل . الليث : المهي إرخاء الحبل ونحوه ، وأنشد لطرفة :


                                                          لكالطول الممهى وثنياه في اليد

                                                          الأموي : أمهيت إذا عدوت ، وأمهيت الفرس إذا أجريته وأحميته . وأمهيت السيف : أحددته . والمهاة : الشمس ، قال أمية بن أبي الصلت :


                                                          ثم يجلو الظلام رب رحيم     بمهاة ، شعاعها منشور

                                                          واستشهد ابن بري في هذا المكان ببيت نسبه إلى أبي الصلت الثقفي :


                                                          ثم يجلو الظلام رب قدير     بمهاة ، لها صفاء ونور

                                                          ويقال للكواكب : مها ، قال أمية :


                                                          رسخ المها فيها ، فأصبح لونها     في الوارسات ، كأنهن الإثمد

                                                          وفي النوادر : المهو البرد . والمهو : حصى أبيض يقال له بصاق القمر . والمهو : اللؤلؤ . ويقال للثغر النقي إذا ابيض وكثر ماؤه : مها ، قال الأعشى :


                                                          ومها ترف غروبه     يشفي المتيم ذا الحراره

                                                          والمهاة : الحجارة البيض التي تبرق ، وهي البلور . والمهاة : البلورة التي تبص لشدة بياضها ، وقيل : هي الدرة ، والجمع مها ومهوات ومهيات ، وأنشد الجوهري للأعشى :


                                                          وتبسم عن مها شبم غري     إذا تعطي المقبل يستزيد

                                                          وفي حديث ابن عبد العزيز : أن رجلا سأل ربه أن يريه موقع الشيطان من قلب ابن آدم فرأى فيما يرى النائم جسد رجل ممهى يرى داخله من خارجه ، المها : البلور ، ورأى الشيطان في صورة ضفدع ، له خرطوم كخرطوم البعوضة قد أدخله في منكبه الأيسر ، فإذا ذكر الله - عز وجل - خنس . وكل شيء صفي فأشبه المها فهو ممهى . والمهاة : بقرة الوحش ، سميت بذلك لبياضها على التشبيه بالبلورة والدرة ، فإذا شبهت المرأة بالمهاة في البياض فإنما يعنى بها البلورة أو الدرة ، فإذا شبهت بها في العينين فإنما يعنى بها البقرة ، والجمع مها ومهوات ، وقد مهت تمهو مها في بياضها . وناقة ممهاء : رقيقة اللبن . ونطفة مهوة : رقيقة . وسلح سلحا مهوا أي رقيقا . والمهاء ، بالمد : عيب أو أود يكون في القدح ، قال :


                                                          يقيم مهاءهن بإصبعيه

                                                          ومهوت الشيء مهوا : مثل مهيته مهيا . والمهوة من التمر : كالمعوة ; عن السيرافي ، والجمع مهو . وبنو مهو : بطن من عبد القيس . أبو عبيد : من أمثالهم في باب أفعل : إنه لأخيب من شيخ مهو صفقة ، قال : وهم حي من عبد القيس كانت لهم في المثل قصة يسمج ذكرها . والممهى : اسم موضع ، قال بشر بن أبي خازم :


                                                          وباتت ليلة وأديم ليل     على الممهى ، يجز لها الثغام

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية