الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ملط

                                                          ملط : الملط : الخبيث من الرجال الذي لا يدفع إليه شيء إلا ألمأ عليه وذهب به سرقا واستحلالا ، وجمعه أملاط وملوط ، وقد ملط ملوطا ، يقال : هذا ملط من الملوط . والملاط : الذي يملط بالطين ، يقال : ملطت ملطا . وملط الحائط ملطا وملطه : طلاه . والملاط : الطين الذي يجعل بين سافي البناء ويملط به الحائط ، وفي صفة الجنة : وملاطها مسك أذفر ، هو من ذلك ، ويملط به الحائط أي يخلط . وفي الحديث : إن الإبل يمالطها الأجرب أي يخالطها . والملاطان : جانبا السنام مما يلي مقدمه والملاطان الجنبان ، سميا بذلك لأنهما قد ملط اللحم عنهما ملطا أي نزع ، ويجمع ملطا . والملاطان : الكتفان ، وقيل : الملاط وابن الملاط الكتف بالمنكب والعضد والمرفق . وقال ثعلب : الملاط المرفق فلم يزد على ذلك شيئا ، وأنشد :


                                                          يتبعن سدو سلس الملاط

                                                          والجمع ملط الأزهري في قول قطران السعدي :


                                                          وجون أعانته الضلوع بزفرة     إلى ملط بانت ، وبان خصيلها

                                                          قال : إلى ملط أي مع ملط ، يقول : بان مرفقاها من جنبها فليس بها حاز ولا ناكت ، وقيل للعضد ملاط لأنه سمي باسم الجنب ، والملط : جمع ملاط للعضد والكتف . التهذيب : وابنا ملاط العضدان ، وفي الصحاح : ابنا ملاط عضدا البعير لأنهما يليان الجنبين ، قال الراجز يصف بعيرا :


                                                          كلا ملاطيه إذا تعطفا بانا     فما راعى براع أجوفا

                                                          قال : والملاطان هاهنا العضدان لأنهما المائران كما قال الراجز :


                                                          عوجاء فيها ميل غير حرد     تقطع العيس ، إذا طال النجد


                                                          كلا ملاطيها عن الزور أبد

                                                          قال النضر : الملاطان ما عن يمين الكركرة وشمالها . وابنا ملاطي البعير : هما العضدان ، وقيل ابنا ملاطي البعير كتفاه ، وابنا ملاط : العضدان والكتفان ، الواحد ابن ملاط ، وأنشد ابن بري لعيينة بن مرداس :


                                                          ترى ابني ملاطيها ، إذا هي أرقلت     أمرا فبانا عن مشاش المزور

                                                          المزور : موضع الزور . وقال ابن السكيت : ابنا ملاط العضدان ، والملاطان الإبطان ، وقال أنشدني الكلابي :


                                                          لقد أيمت ، ما أيمت ، ثم إنه     أتيح لها رخو الملاطين قارس

                                                          القارس : البارد ، يعني شيخا وزوجته ، وأنشد لجحيش بن سالم :


                                                          أظن السرب سرب بني رميح     ستذعره شعاشعة سباط
                                                          ويصبح صاحب الضرات موسى     جنيبا ، حذو مائرة الملاط

                                                          وابن الملاط : الهلال ؛ حكي عن ثعلب . وقال أبو عبيدة : يقال للهلال بن ملاط . وفلان ملط ، قال الأصمعي : الملط الذي لا يعرف [ ص: 123 ] له نسب ولا أب من قولك أملط ريش الطائر إذا سقط عنه . ويقال غلام ملط خلط ، وهو المختلط النسب . والملاط : الجنب ، وأنشد الأصمعي :


                                                          ملاط ترى الذئبان فيه كأنه     مطين بثأط ، قد أمير بشيان

                                                          الثأط : الحمأة الرقيقة . والذئبان : الوبر الذي يكون على المنكبين . وأمير : خلط . والشيان : دم الأخوين ، قال ابن بري : وهذا البيت دليل على أنه يقال للمنكب والكتف أيضا ملاط وللعضدين ابنا ملاط ، قال وقالت امرأة من العرب :


                                                          ساق سقاها ليس كابن دقل     يقحم القامة بعد المطل


                                                          بمنكب وابن ملاط جدل

                                                          والملطى من الشجاج : السمحاق . قال أبو عبيد : وقيل الملطاة ، بالهاء ، قال : فإذا كانت على هذا فهي في التقدير مقصورة ، وتفسير الحديث الذي جاء : يقضى في الملطى بدمها ؛ معناه : أنه حين يشج صاحبها يؤخذ مقدارها تلك الساعة ثم يقضى فيها بالقصاص أو الأرش ، ولا ينظر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أو نقصان ، وهذا قول بعض العلماء وليس هو قول أهل العراق ، قال الواقدي : الملطى مقصور ، ويقال الملطاة ، بالهاء ، هي القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأس ولحمه . وقال شمر : يقال شجه حتى رأيت الملطى ، وشجة ملطى مقصور . الليث : تقدير الملطاء أنه ممدود مذكر وهو بوزن الحرباء . شمر عن ابن الأعرابي : أنه ذكر الشجاج فلما ذكر الباضعة قال : ثم الملطئة ؛ وهي التي تخرق اللحم حتى تدنو من العظم . وقال غيره : يقول الملطى ، قال أبو منصور : وقول ابن الأعرابي يدل على أن الميم من الملطى ميم مفعل وأنها ليست بأصلية كأنها من لطيت بالشيء إذا لصقت به . قال ابن بري : أهمل الجوهري من هذا الفصل الملطى ، وهي الملطاة أيضا ، وهي شجة بينها وبين العظم قشرة رقيقة ، قال : وذكرها في فصل لطي . وفي حديث الشجاج : في الملطى نصف دية الموضحة ، قال ابن الأثير : الملطى ، بالقصر ، والملطاة القشرة الرقيقة بين عظم الرأس ولحمه ، تمنع الشجة أن توضح ، وقيل الميم زائدة ، وقيل أصلية والألف للإلحاق كالذي في معزى ، والملطاة كالعزهاة ، وهو أشبه . قال : وأهل الحجاز يسمونها السمحاق . وقوله في الحديث : يقضى في الملطى بدمها ، قوله بدمها في موضع الحال ولا يتعلق بيقضى ، ولكن بعامل مضمر كأنه قيل : يقضى فيها ملتبسة بدمها حال شجها وسيلانه . وفي كتاب أبي موسى في ذكر الشجاج : الملطاط وهي السمحاق ، قال : والأصل فيه من ملطاط البعير وهو حرف في وسط رأسه . والملطاط : أعلى حرف الجبل وصحن الدار . وفي حديث ابن مسعود : هذا الملطاط طريق بقية المؤمنين ؛ هو ساحل البحر ، قال ابن الأثير : ذكره الهروي في اللام وجعل ميمه زائدة ، وقد تقدم ، قال : وذكره أبو موسى في الميم وجعل ميمه أصلية . ومنه حديث علي - كرم الله وجهه - : فأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمري ، يريد به شاطئ الفرات . والأملط : الذي لا شعر على جسده ولا رأسه ولا لحيته ، وقد ملط ملطا وملطة . وملط شعره ملطا : حلقه ؛ عن ابن الأعرابي . الليث : الأملط الرجل الذي لا شعر على جسده كله إلا الرأس واللحية ، وكان الأحنف بن قيس أملط أي لا شعر على بدنه إلا في رأسه ، ورجل أملط بين الملط وهو مثل الأمرط ، قال الشاعر :


                                                          طبيخ نحاز أو طبيخ أميهة     دقيق العظام ، سيء القشم ، أملط

                                                          يقول : كانت أمه به حاملة وبها نحاز أي سعال أو جدري فجاءت بها ضاويا . والقشم : اللحم . وأملطت الناقة جنينها وهي مملطة : ألقته ولا شعر عليه ، والجمع مماليط ، بالياء ، فإذا كان ذلك لها عادة فهي مملاط ، والجنين مليط . والمليط : السخلة . والمليط : الجدي أول ما تضعه العنز ، وكذلك من الضأن . وملطته أمه تملطه : ولدته لغير تمام . وسهم أملط ومليط : لا ريش عليه مثل أمرط ، وأنشد يعقوب :


                                                          ولو دعا ناصره ولقيطا     لذاق جشأ لم يكن مليطا

                                                          لقيط : بدل من ناصر . وتملط السهم إذا لم يكن عليه ريش . وملطية : بلد . ويقال : مالط فلان فلانا إذا قال هذا نصف بيت وأتمه الآخر بيتا . يقال : ملط له تمليطا . والملطى : الأرض السهلة . قال أبو علي : يحتمل وزنها أن يكون مفعالا وأن يكون فعلاء ، ويقال : بعته الملسى والملطى وهو البيع بلا عهدة . ويقال : مضى فلان إلى موضع كذا فيقال جعله الله ملطى لا عهدة أي لا رجعة . والملطى مثل المرطى : من العدو . والمتملطة : مقعد الاشتيام ، والاشتيام : رئيس الركاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية