الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مكا

                                                          مكا : المكاء ، مخفف : الصفير . مكا الإنسان يمكو مكوا ومكاء : صفر بفيه . قال بعضهم : هو أن يجمع بين أصابع يديه ثم يدخلها في فيه ثم يصفر فيها . وفي التنزيل العزيز : وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية . ابن السكيت : المكاء الصفير ، قال : والأصوات مضمومة إلا النداء والغناء ، وأنشد أبو الهيثم لحسان :


                                                          صلاتهم التصدي والمكاء

                                                          الليث : كانوا يطوفون بالبيت عراة يصفرون بأفواههم ويصفقون بأيديهم . ومكت استه تمكو مكاء : نفخت ، ولا يكون ذلك إلا وهي مكشوفة مفتوحة ، وخص بعضهم به است الدابة . والمكوة : الاست ، سميت بذلك لصفيرها ، وقول عنترة يصف رجلا طعنه :


                                                          تمكو فريصته كشدق الأعلم

                                                          يعني طعنة تنفح بالدم . ويقال للطعنة إذا فهقت فاها : مكت تمكو . والمكاء ، بالضم والتشديد : طائر في ضرب القنبرة إلا أن في جناحيه بلقا ، سمي بذلك لأنه يجمع يديه ثم يصفر فيهما صفيرا [ ص: 114 ] حسنا ، قال :


                                                          إذا غرد المكاء في غير روضة     فويل لأهل الشاء والحمرات

                                                          ! التهذيب : والمكاء طائر يألف الريف ، وجمعه المكاكي ، وهو فعال من مكا : إذا صفر . والمكو والمكا ، بالفتح مقصور : جحر الثعلب والأرنب ونحوهما ، وقيل : مجثمهما ، وقال الطرماح :


                                                          كم به من مكو وحشية

                                                          وأنشد ابن بري :


                                                          وكم دون بيتك من مهمه     ومن حنش حاجر في مكا

                                                          قال ابن سيده : وقد يهمز ، والجمع أمكاء ، ويثنى مكا مكوان ، قال الشاعر :


                                                          بنى مكوين ثلما بعد صيدن

                                                          وقد يكون المكو للطائر والحية . أبو عمرو : تمكى الغلام إذا تطهر للصلاة ، وكذلك تطهر وتكرع ، وأنشد لعنترة الطائي :


                                                          إنك ، والجور على سبيل     كالمتمكي بدم القتيل

                                                          يريد كالمتوضئ والمتمسح . أبو عبيدة : تمكى الفرس تمكيا إذا ابتل بالعرق ، وأنشد :


                                                          والقود بعد القود قد تمكين

                                                          أي ضمرن لما سال من عرقهن وتمكى الفرس إذا حك عينه بركبته . ويقال : مكيت يده تمكى مكا شديدا إذا غلظت ، وفي الصحاح : أي مجلت من العمل ، قال يعقوب : سمعتها من الكلابي . الجوهري في هذه الترجمة : ميكائيل اسم ، يقال هو ميكا أضيف إلى إيل ، وقال ابن السكيت ميكائين ، بالنون لغة ، قال الأخفش : يهمز ولا يهمز ، قال : ويقال ميكال ، وهو لغة ، وقال حسان بن ثابت :


                                                          ويوم بدر لقيناكم لنا مدد     فيرفع النصر ميكال وجبريل

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية