الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مضي مضي : مضى الشيء يمضي مضيا ومضاء ومضوا : خلا وذهب ؛ الأخيرة على البدل . ومضى في الأمر وعلى الأمر مضوا ، وأمر ممضو عليه ، نادر جيء به في باب فعول بفتح الفاء . ومضى بسبيله : مات . ومضى في الأمر مضاء : نفذ . وأمضى الأمر : أنفذه . وأمضيت الأمر : أنفذته . وفي الحديث : " ليس لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت " أي أنفذت فيه عطاءك ولم تتوقف فيه . ومضى السيف مضاء : قطع ، قال الجوهري : وقول جرير :

                                                          فيوما يجازين الهوى غير ماضي ويوما ترى منهن غول تغول

                                                          قال : فإنما رده إلى أصله للضرورة لأنه يجوز في الشعر أن يجرى الحرف المعتل مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه لأنه الأصل ، قال ابن بري : وروي يجارين ، بالراء ، ومجاراتهن الهوى يعني بألسنتهن أي يجارين الهوى بألسنتهن ولا يمضينه ، قال : ويروى غير ما صبا أي من غير صبا منهن إلي ، وقال ابن القطاع : الصحيح غير ما صبا ، قال : وقد صحفه جماعة . ومضيت على الأمر مضيا ومضوت على الأمر مضوا ومضوا مثل الوقود والصعود ، وهذا أمر ممضو عليه ، والتمضي تفعل منه ، قال :

                                                          أصبح جيرانك ، بعد الخفض     يهدي السلام بعضهم لبعض
                                                          وقربوا ، للبين والتمضي     جول مخاض كالردى المنقض

                                                          الجول : ثلاثون من الإبل . والمضواء : التقدم ، قال القطامي :

                                                          فإذا خنسن مضى على مضوائه     وإذا لحقن به أصبن طعانا

                                                          وذكر أبو عبيد مضواء في باب فعلاء وأنشد البيت ، وقال بعضهم : أصلها مضياء ، فأبدلوه إبدالا شاذا ، أرادوا أن يعوضوا الواو من كثرة دخول الياء عليها . ومضى وتمضى : تقدم ، قال عمرو بن شاس : تمضت إلينا لم يرب عينها القذى بكثرة نيران ، وظلماء حندس يقال : مضيت بالمكان ومضيت عليه . ويقال : مضيت بيعي أجزته . والمضاء : اسم رجل ، وهو المضاء بن أبي نخيلة يقول فيه أبوه :

                                                          يا رب من عاب المضاء أبدا     فاحرمه أمثال المضاء ولدا

                                                          والفرس يكنى أبا المضاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية