الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مشر

                                                          مشر : المشرة : شبه خوصة تخرج في العضاه وفي كثير من الشجر أيام الخريف ، لها ورق وأغصان رخصة . ويقال : أمشرت العضاه إذا خرج لها ورق وأغصان ، وكذلك مشرت العضاه تمشيرا . وفي صفة مكة - شرفها الله - : وأمشر سلمها أي خرج ورقه واكتسى به . والمشر : شيء كالخوص يخرج في السلم والطلح ، واحدته مشرة . وفي حديث أبي عبيد : فأكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مشر . والمشرة من العشب : ما لم يطل ، قال الطرماح بن حكيم يصف أروية :


                                                          لها تفرات تحتها ، وقصارها إلى مشرة ، لم تعتلق بالمحاجن

                                                          والتفرات : ما تساقط من ورق الشجر . والمشرة : ما يمتشره الراعي من ورق الشجر بمحجنه ، يقول : إن هذه الأروية ترعى من ورق لا يمتشر لها بالمحاجن ، وقصارها أن تأكل هذه المشرة التي تحت الشجر من غير تعب . وأرض ماشرة : وهي التي اهتز نباتها واستوت ورويت من المطر ، وقال بعضهم : أرض ناشرة بهذا المعنى ، وقد مشر الشجر ومشر وأمشر وتمشر . وقيل : التمشر أن يكسى الورق خضرة . وتمشر الشجر إذا أصابه مطر فخرجت رقته أي ورقته . وتمشر الرجل إذا اكتسى بعد عري . وامرأة مشرة الأعضاء إذا كانت ريا . وأمشرت الأرض أي أخرجت نباتها . وتمشر الرجل : استغنى ، وفي المحكم : رئي عليه أثر غنى ، قال الشاعر :


                                                          ولو قد أتانا برنا ودقيقنا     تمشر منكم من رأيناه معدما

                                                          ومشره هو : أعطاه وكساه ؛ عن ابن الأعرابي . وقال ثعلب : إنما هو [ ص: 78 ] مشره ، بالتخفيف . والمشرة : الكسوة . وتمشر لأهله : اشترى لهم مشرة . وتمشر القوم : لبسوا الثياب . والمشرة : الورقة قبل أن تتشعب وتنتشر . ويقال : أذن حشرة مشرة أي مؤللة عليها مشرة العتق أي نضارته وحسنه ، وقيل : لطيفة حسنة ، وقوله :


                                                          وأذن لها حشرة مشرة     كإعليط مرخ ، إذا ما صفر

                                                          إنما عنى أنها دقيقة كالورقة قبل أن تتشعب . وحشرة : محددة الطرف ، وقيل : مشرة إتباع حشرة . قال ابن بري : البيت للنمر بن تولب يصف أذن ناقته ورقتها ولطفها ، شبهها بإعليط المرخ ، وهو الذي يكون فيه الحب ، وعليه مشرة غنى أي أثر غنى . وأمشرت الأرض : ظهر نباتها . وما أحسن مشرتها ، بالتحريك أي نشرتها ونباتها . وقال أبو خيرة : مشرتها ورقها ومشرة الأرض أيضا ، بالتسكين وأنشد :


                                                          إلى مشرة لم تعتلق بالمحاجن

                                                          وتمشر فلان إذا رئي عليه آثار الغنى . والتمشير : حسن نبات الأرض واستواؤه . ومشر الشيء يمشره مشرا : أظهره . والمشارة : الكردة ، قال ابن دريد : وليس بالعربي الصحيح . وتمشر لأهله شيئا : تكسبه ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          تركتهم كبيرهم كالأصغر     عجزا عن الحيلة والتمشر

                                                          والتمشير : القسمة . ومشر الشيء : قسمه وفرقه ، وخص بعضهم به اللحم ، قال :


                                                          فقلت لأهلي : مشروا القدر حولكم     وأي زمان قدرنا لم تمشر

                                                          ! أي لم يقسم ما فيها ، وهذا البيت أورد الجوهري عجزه وأورده ابن سيده بكماله ، قال ابن بري : البيت للمرار بن سعيد الفقعسي ، وهو :


                                                          وقلت : أشيعا مشرا القدر حولنا     وأي زمان قدرنا لم تمشر

                                                          ! قال : ومعنى أشيعا أظهرا أنا نقسم ما عندنا من اللحم حتى يقصدنا المستطعمون ويأتينا المسترفدون ، ثم قال : وأي زمان قدرنا لم تمشر أي هذا الذي أمرتكما به هو خلق لنا وعادة في الأزمنة على اختلافها وبعده :


                                                          فبتنا بخير في كرامة ضيفنا     وبتنا نؤدي طعمة غير ميسر

                                                          أي بتنا نؤدي إلى الحي من لحم هذه الناقة من غير قمار ، وخص بعضهم به المقسم من اللحم ، وقيل : الممشر المفرق لكل شيء . والتمشير : النشاط للجماع ؛ عن ابن الأعرابي . وفي الحديث : إني إذا أكلت اللحم وجدت في نفسي تمشيرا أي نشاطا للجماع ، وجعله الزمخشري حديثا مرفوعا . والأمشر : النشيط . والمشرة : طائر صغير مدبج كأنه ثوب وشي . ورجل مشر : أقشر شديد الحمرة . وبنو المشر : بطن من مذحج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية