الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مرث

                                                          مرث : مرث به الأرض ومرثها : ضربها به هذه رواية أبي عبيد ، ورواية الفراء : مرن بالنون . ومرث الشيء في الماء يمرثه ويمرثه مرثا : أنقعه فيه . ومرث الشيء يمرثه مرثا ، حتى صار مثل الحساء ، ثم تحساه . وكل شيء مرذ ، فقد مرث . الأصمعي في باب المبدل : مرث فلان الخبز في الماء ومرذه ، قال : هكذا رواه أبو بكر عن شمر ، بالثاء والذال . الجوهري : مرث التمر بيده يمرثه مرثا : لغة في مرسه ، إذا ماثه ودافه ، وربما قيل : مرذه . والمرث : المرس . ومرث الشيء : ناله بغمز ونحوه . والمرث : مرسك الشيء تمرثه في ماء وغيره حتى يفترق . ومرثه تمريثا إذا فتته ، وأنشد :


                                                          قراطف اليمنة لم تمرث



                                                          ومرث السخلة ومرثها : نالها بسهك فلم ترأمها أمها لذلك . ابن الأعرابي : المرث المص ، قال : والمرثة مصة الصبي ثدي أمه مصة واحدة ، وقد مرث يمرث مرثا إذا مص . ومرث الصبي إصبعه إذا لاكها ، قال عبدة بن الطبيب :


                                                          فرجعتهم شتى ، كأن عميدهم     في المهد يمرث ودعتيه مرضع

                                                          ومرث الصبي يمرث إذا عض بدردره . وفي حديث الزبير قال لابنه : لا تخاصم الخوارج بالقرآن ، خاصمهم بالسنة ، قال ابن الزبير : فخاصمتهم بها ، فكأنهم صبيان يمرثون سخبهم أي يعضونها ويمصونها . والسخب : قلائد الخرز ، يعني أنهم بهتوا وعجزوا عن الجواب . ومرث الودع يمرثه ويمرثه مرثا : مصه . وفي المثل : ألا تمرثني الودع والودع ؟ إذا عاملك فطمع فيك يضرب مثلا للأحمق . ورجل ممرث : صبور على الخصام ، والجمع ممارث . ابن الأعرابي : المرث الحلم . ورجل ممرث : حليم وقور . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى السقاية ، وقال : اسقوني ، فقال العباس : إنهم قد مرثوه وأفسدوه . قال شمر : مرثوه أي وضروه ووسخوه بإدخال أيديهم الوضرة ، قال : ومرثه ووضره واحد . قال وقال ابن جعيل الكلبي : يقال للصبي إذا أخذ ولد الشاة لا تمرثه بيدك فلا ترضعه أمه ، أي لا توضره بلطخ يدك ، وذلك أن أمه إذا شمت رائحة الوضر نفرت منه . وقال المفضل الضبي : يقال أدرك عناقك لا يمرثوها ، قال : والتمريث أن يمسحها القوم بأيديهم ، وفيها غمر فلا ترأمها أمها من ريح الغمر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية