الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لعا

                                                          لعا : قال الليث : يقال كلبة لعوة وذئبة لعوة وامرأة لعوة ، يعني بكل ذلك الحريصة التي تقاتل على ما يؤكل ، والجمع اللعوات . واللعاء واللعوة واللعاة : الكلبة ، وجمعها لعا ؛ عن كراع ، وقيل : اللعوة واللعاة الكلبة من غير أن يخصوا بها الشرهة الحريصة ، والجمع كالجمع . ويقال في المثل : أجوع من لعوة أي كلبة . واللعو : السيئ [ ص: 210 ] الخلق ، واللعو الفسل ، واللعو واللعا الشره الحريص ، رجل لعو ولعا ، منقوص ، وهو الشره الحريص ، والأنثى بالهاء ، وكذلك هما من الكلاب والذئاب ؛ أنشد ثعلب :


                                                          لو كنت كلب قنيص كنت ذا جدد تكون أربته في آخر المرس     لعوا حريصا يقول القانصان له
                                                          قبحت ذا أنف وجه حق مبتئس



                                                          اللفظ للكلب ، والمعنى لرجل هجاه ، وإنما دعا عليه القانصان فقالا له قبحت ذا أنف وجه لأنه لا يصيد ؛ قال ابن بري : شاهد اللعو قول الراجز :


                                                          فلا تكونن ركيكا ثنتلا     لعوا متى رأيته تقهلا



                                                          وقال آخر :


                                                          كلب على الزاد يبدي البهل مصدقه     لعو يعاديك في شد وتبسيل



                                                          واللعوة واللعوة : السواد حول حلمة الثدي ؛ الأخيرة عن كراع ، وبها سمي ذو لعوة : قيل من أقيال حمير ، أراه للعوة كانت في ثديه . ابن الأعرابي : اللولع الرغثاء ، وهو السواد الذي على الثدي ، وهو اللطخة . وتلعى العسل ونحوه : تعقد . واللاعي : الذي يفزعه أدنى شيء ، عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد ، أراه لأبي وجزة :


                                                          لاع يكاد خفي الزجر يفرطه     مستريع لسرى الموماة هياج



                                                          يفرطه : يملؤه روعا حتى يذهب به . وما بالدار لاعي قرو أي ما بها أحد ، والقرو : الإناء الصغير ، أي ما بها من يلحس عسا ، معناه ما بها أحد ، وحكى ابن بري عن أبي عمر الزاهد أن القرو ميلغة الكلب . ويقال : خرجنا نتلعى أي نأخذ اللعاع ، وهو أول النبت ، وفي التهذيب : أي نصيب اللعاعة من بقول الربيع ؛ قال الجوهري : أصله نتلعع ، فكرهوا ثلاث عينات فأبدلوا ياء . وألعت الأرض : أخرجت اللعاع . قال ابن بري : يقال ألعت الأرض وألعت ، على إبدال العين الأخيرة ياء . واللاعي : الخاشي ؛ وقال ابن الأعرابي في قول الشاعر :


                                                          داوية شتت على اللاعي السلع     وإنما النوم بها مثل الرضع



                                                          قال الأصمعي : اللاعي من اللوعة . قال الأزهري : كأنه أراد اللائع ، فقلب ، وهو ذو اللوعة ، والرضع : مصة بعد مصة . الهذلي : يقال هو يلعى به ويلغى به أي يتولع به . ابن الأعرابي : الألعاء السلاميات . قال الأزهري في هذه الترجمة : وأعلاء الناس الطوال من الناس . ولعا : كلمة يدعى بها للعاثر معناها الارتفاع ؛ قال الأعشى :


                                                          بذات لوث عفرناة إذا عثرت     فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا



                                                          أبو زيد : إذا دعي للعاثر بأن ينتعش قيل لعا لك عاليا ، ومثله : دع دع . قال أبو عبيدة : من دعائهم لا لعا لفلان أي لا أقامه الله ! والعرب تدعو على العاثر من الدواب إذا كان جوادا بالتعس فتقول : تعسا له ! وإن كان بليدا كان دعاؤهم له إذا عثر : لعا لك ؛ وهو معنى قول الأعشى :


                                                          فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا



                                                          قال ابن سيده : وإنما حملنا هذين على الواو لأنا قد وجدنا في هذه المادة لعو ولم نجد لعي . ولعوة : قوم من العرب . ولعوة الجوع : حدته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية