الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                        3613 حدثني إسماعيل بن خليل أخبرنا سلمة بن رجاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه فنادى أي عباد الله أبي أبي فقالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال أبي فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي ) بالموحدة ، واسم اليمان حسل بمهملتين وكسر أوله وسكون ثانيه ثم لام ابن جابر له ولأبيه صحبة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لما هزم ) [1] بضم أوله ، وقوله : " وأخراكم " أي اقبلوا أخراكم أو احذروا أخراكم أو انصروا أخراكم ، وقوله : " احتجزوا " أي انفصلوا من القتال وامتنع بعضهم من بعض ، وسيأتي بقية شرح هذه القصة في كتاب المغازي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال أبي ) القائل هو هشام بن عروة ، نقله عن أبيه عروة وفصله من حديث عائشة فصار مرسلا ، وقوله : " ما زالت في حذيفة منها " أي من هذه الكلمة أي بسببها ، وقوله : " بقية خير " يؤخذ منه أن فعل الخير تعود بركته على صاحبه في طول حياته .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) : وقع ذكر جرير وحذيفة مؤخرا عن ذكر خديجة عليها السلام ، وفي بعضها مقدما وهو أليق ، فإن الذي يظهر أنه أخر ذكر خديجة عمدا لكون غالب أحوالها متعلقة بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل المبعث فوقع له في ذلك حسن التخلص من المناقب التي استطرد من ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها ، فلما فرغ منها رجع إلى بقية سيرته ومغازيه ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية