الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قهب ]

                                                          قهب : القهب : المسن ، قال رؤبة :


                                                          إن تميما كان قهبا من عاد

                                                          وقال :


                                                          إن تميما كان قهبا قهقبا

                                                          أي : كان قديم الأصل عاديه ، ويقال للشيخ إذا أسن : قحر وقحب وقهب . والقهب من الإبل : بعد البازل . والقهب : العظيم ، وقيل : الطويل من الجبال ، وجمعه قهاب ، وقيل : القهاب جبال سود تخالطها حمرة . والأقهب : الذي يخلط بياضه حمرة ، وقيل : الأقهب الذي فيه حمرة إلى غبرة ، ويقال : هو الأبيض الأكدر ; وأنشد ل امرئ القيس :


                                                          وأدركهن ثانيا من عنانه     كغيث العشي الأقهب المتودق

                                                          الضمير الفاعل في أدرك يعود على الغلام الراكب الفرس للصيد ، والضمير المؤنث المنصوب عائد على السرب ، وهو القطيع من البقر والظباء وغيرهما وقوله : ثانيا من عنانه ، أي : لم يخرج ما عند الفرس من جري ولكنه أدركهن قبل أن يجهد ، والأقهب : ما كان لونه إلى الكدرة مع البياض للسواد . والأقهبان : الفيل والجاموس ، كل واحد منهما أقهب للونه ، قال رؤبة يصف نفسه بالشدة :


                                                          ليث يدق الأسد الهموسا     والأقهبين الفيل والجاموسا

                                                          والاسم : القهبة ، والقهبة : لون الأقهب ، وقيل : هو غبرة إلى سواد ، وقيل : هو لون إلى الغبرة ما هو ، وقد قهب قهبا . والقهب : الأبيض تعلوه كدرة ، وقيل : الأبيض ، وخص بعضهم به الأبيض من أولاد المعز والبقر . يقال : إنه لقهب الإهاب وقهابه وقهابيه ، والأنثى قهبة لا غير ، وفي الصحاح : وقهباء أيضا . الأزهري : يقال إنه لقهب الإهاب وإنه لقهاب وقهابي . والقهبي : اليعقوب ، وهو الذكر من الحجل ، قال :


                                                          فأضحت الدار قفرا لا أنيس بها     إلا القهاب مع القهبي والحذف

                                                          والقهيبة : طائر يكون بتهامة فيه بياض وخضرة ، وهو نوع من الحجل . والقهوبة والقهوباة من نصال السهام : ذات شعب ثلاث ، وربما كانت ذات حديدتين تنضمان أحيانا وتنفرجان أخرى ، قال ابن جني : حكى أبو عبيدة القهوباة ، وقد قال سيبويه : ليس في الكلام فعولى ، وقد يمكن أن يحتج له ، فيقال : قد يمكن أن يأتي مع الهاء ما لولا هي لما أتى نحو ترقوة وحذرية ، والجمع القهوبات . والقهوبات : السهام الصغار المقرطسات ، واحدها قهوبة ، قال الأزهري : هذا هو الصحيح في تفسير القهوبة ، وقال رؤبة :


                                                          عن ذي خناذيذ قهاب أدلمه

                                                          قال أبو عمرو : القهبة سواد في حمرة . أقهب : بين القهبة . والأدلم : الأسود . فالقهب : الأبيض والأقهب : الأدلم ، كما ترى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية