الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الحروف والقراءات

                                                                      3969 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا حاتم بن إسمعيل ح و حدثنا نصر بن عاصم حدثنا يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [ ص: 3 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 3 ] ( عن جعفر بن محمد ) : فحاتم بن إسماعيل ويحيى بن سعيد كلاهما يرويان عن جعفر بن محمد قرأ { واتخذوا } : أي بصيغة الأمر كما هى القراءة المشهورة .

                                                                      وقد جاءت القراءة بصيغة الماضي أيضا ولفظ الترمذي عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة طاف بالبيت سبعا فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى : فصلى خلف المقام . الحديث

                                                                      قال السيوطي في الدر المنثور : أخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق أن أصحاب عبد الله كانوا يقرءون واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى : قال أمرهم أن يتخذوا . وأخرج عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سمعت سعيد بن جبير قرأها ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) : بخفض الخاء انتهى .

                                                                      وفي غيث النفع في القراءات السبع واتخذوا : قرأ نافع والشامي بفتح الخاء فعلا ماضيا والباقون بكسر الخاء على الأمر انتهى .

                                                                      وقوله تعالى واتخذوا الآية . هو في سورة البقرة قيل الحرم كله مقام إبراهيم ، وقيل أراد بمقام إبراهيم جميع مشاهد الحج مثل عرفة والمزدلفة والرمي وسائر المشاهد والصحيح أن مقام إبراهيم هو الحجر الذي يصلي عنده الأئمة وذلك الحجر هو الذي قام إبراهيم عليه السلام عليه عند بناء البيت وإنما أمروا بالصلاة عنده ولم يؤمروا بمسحه وتقبيله والمراد به الركعتان بعد الطواف [ ص: 4 ] وأخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين .

                                                                      وعند أبي داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقال الترمذي : حسن صحيح .




                                                                      الخدمات العلمية