الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قنب ]

                                                          قنب : القنب : جراب قضيب الدابة ، وقيل : هو وعاء قضيب كل ذي حافر ؛ هذا الأصل ثم استعمل في غير ذلك . وقنب الجمل : وعاء ثيله . وقنب الحمار : وعاء جردانه . وقنب المرأة : بظرها . وأقنب الرجل إذا استخفى من سلطان أو غريم . والمقنب : كف الأسد ، ويقال : مخلب الأسد في مقنبه وهو الغطاء الذي يستره فيه . وقد قنب الأسد بمخلبه إذا أدخله في وعائه يقنبه قنبا . وقنب الأسد : ما يدخل فيه مخالبه من يده ، والجمع قنوب وهو المقناب ، وكذلك هو من الصقر والبازي . وقنب الزرع تقنيبا إذا أعصف . وقنابة الزرع وقنابه : عصيفته عند الإثمار ، والعصيفة : الورق المجتمع الذي يكون فيه السنبل ، وقد قنب . وقنب العنب : قطع عنه ما يفسد حمله . وقنب الكرم : قطع بعض قضبانه للتخفيف عنه واستيفاء بعض قوته عن أبي حنيفة ، وقال النضر : قنبوا العنب إذا ما قطعوا عنه ما ليس يحمل ، وما قد أدى حمله يقطع من أعلاه ، قال أبو منصور : وهذا حين يقضب عنه شكيره رطبا . والقانب : الذئب العواء . والقانب : الفيج المنكمش . والقيناب : [ ص: 196 ] الفيج النشيط وهو السفسير . وقنب الزهر : خرج عن أكمامه ، وقال أبو حنيفة : القنوب براعيم النبات وهي أكمة زهره ، فإذا بدت قيل : قد أقنب . وقنبت الشمس تقنب قنوبا : غابت فلم يبق منها شيء . والقنب : شراع ضخم من أعظم شرع السفينة . والمقنب : شيء يكون مع الصائد يجعل فيه ما يصيده ، وهو مشهور شبه مخلاة أو خريطة ; وأنشد :


                                                          أنشدت لا أصطاد منها عنظبا إلا عواساء تفاسى مقربا     ذات أوانين توقي المقنبا

                                                          والمقنب من الخيل : ما بين الثلاثين إلى الأربعين ، وقيل : زهاء ثلثمائة . وفي حديث عمر رضي الله عنه واهتمامه بالخلافة : فذكر له سعد حين طعن ، فقال : ذاك إنما يكون في مقنب من مقانبكم ، المقنب : بالكسر ، جماعة الخيل والفرسان ، وقيل : هي دون المائة ، يريد أنه صاحب حرب وجيوش ، وليس بصاحب هذا الأمر . وفي حديث عدي : كيف بطيئ ومقانبها ؟ وقنب القوم وأقنبوا إقنابا وتقنيبا إذا صاروا مقنبا ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي :


                                                          عجبت لقيس والحوادث تعجب     وأصحاب قيس يوم ساروا وقنبوا

                                                          وفي التهذيب :


                                                          وأصحاب قيس يوم ساروا وأقنبوا

                                                          أي : باعدوا في السير ، وكذلك تقنبوا . والقنيب : جماعة الناس ; وأنشد :


                                                          ولعبد القيس عيص أشب     وقنيب وهجانات زهر

                                                          وجمع المقنب : مقانب ، قال لبيد :


                                                          وإذا تواكلت المقانب لم يزل     بالثغر منا منسر معلوم

                                                          قال أبو عمرو : المنسر ما بين ثلاثين فارسا إلى أربعين ، قال : ولم أره وقت في المقنب شيئا . والقنيب : السحاب . والقنب : الأبق ، عربي صحيح . والقنب والقنب : ضرب من الكتان ، وقول أبي حية النميري :


                                                          فظل يذود مثل الوقف عيطا     سلاهب مثل أدراك القناب

                                                          قيل في تفسيره : يريد القنب ، ولا أدري أهي لغة فيه أم بنى من القنب فعالا ، كما قال الآخر :


                                                          من نسج داود أبي سلام

                                                          وأراد سليمان . والقنابة والقنابة : أطم من آطام المدينة ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية