الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قنأ ]

                                                          قنأ : قنأ الشيء يقنأ قنوءا : اشتدت حمرته . وقنأه هو ، قال الأسود بن يعفر :

                                                          يسعى بها ذو تومتين مشمر قنأت أنامله من الفرصاد

                                                          والفرصاد : التوت . وفي الحديث : مررت بأبي بكر فإذا لحيته قانئة ، أي : شديدة الحمرة . وقد قنأت تقنأ قنوءا ، وترك الهمزة فيه لغة أخرى . وشيء أحمر قانئ ، وقال أبو حنيفة : قنأ الجلد قنوءا : ألقي في الدباغ بعد نزع تحلئه ، وقنأه صاحبه . وقوله :


                                                          وما خفت حتى بين الشرب والأذى     بقانئة أني من الحي أبين

                                                          هذا شريب لقوم يقول : لم يزالوا يمنعونني الشرب حتى احمرت الشمس . وقنأت أطراف الجارية بالحناء : اسودت . وفي التهذيب . احمرت احمرارا شديدا . وقنأ لحيته بالخضاب تقنئة : سودها . وقنأت هي من الخضاب . التهذيب : وقرأت للمؤرج يقال : ضربته حتى قنئ يقنأ قنوءا ، إذا مات . وقنأه فلان يقنؤه قنأ ، وأقنأت الرجل إقناء : حملته على القتل . والمقنأة والمقنوءة : الموضع الذي لا تصيبه الشمس في الشتاء . وفي حديث شريك : أنه جلس في مقنؤة له ، أي : موضع لا تطلع عليه الشمس ، وهي المقنأة أيضا ، وقيل هما غير مهموزين ، وقالأبو حنيفة : زعم أبو عمرو أنها المكان الذي لا تطلع عليه الشمس ، قال : ولهذا وجه لأنه يرجع إلى دوام الخضرة من قولهم : قنأ لحيته ، إذا سودها ، وقال غير أبي عمرو : مقناة ومقنوة بغير همز نقيض المضحاة . وأقنأني الشيء : أمكنني ودنا مني .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية