الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قمص ]

                                                          قمص : القميص الذي يلبس معروف مذكر ، وقد يعنى به الدرع فيؤنث ، وأنثه جرير حين أراد به الدرع ، فقال :


                                                          تدعو هوازن والقميص مفاضة تحت النطاق تشد بالأزرار

                                                          والجمع أقمصة وقمص وقمصان . وقمص الثوب : قطع منه قميصا ، عن اللحياني . وتقمص قميصه : لبسه وإنه لحسن القمصة ، عن اللحياني ، ويقال : قمصته تقميصا أي ألبسته فتقمص أي لبس . وروى ابن الأعرابي عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال له : إن الله سيقمصك قميصا وإنك ستلاص على خلعه فإياك وخلعه ، قال : أراد بالقميص الخلافة في هذا الحديث ، وهو من أحسن الاستعارات . [ ص: 190 ] وفي حديث المرجوم : إنه يتقمص في أنهار الجنة أي يتقلب وينغمس ، ويروى بالسين وقد تقدم . والقميص : غلاف القلب ، قال ابن سيده : وقميص القلب شحمه ، أراه على التشبيه . والقماص : أن لا يستقر في موضع ، تراه يقمص فيثب من مكانه من غير صبر ، ويقال للقلق : قد أخذه القماص . والقماص والقماص : الوثب قمص يقمص ويقمص قماصا وقماصا . وفي المثل : أفلا قماص بالبعير ، حكاه سيبويه ، وهو القمصى أيضا ، عن كراع . وقمص الفرس وغيره يقمص ويقمص قمصا وقماصا أي استن وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معا ويعجن برجليه . يقال : هذه دابة فيها قماص ، ولا تقل قماص ، وقد ورد المثل المتقدم على غير ذلك ، فقيل : ما بالعير من قماص ، وهو الحمار يضرب لمن ذل بعد عز . والقميص : البرذون الكثير القماص والقماص ، والضم أفصح . وفي حديثعمر : فقمص منها قمصا أي نفر وأعرض . وفي حديث علي : أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا ، القامصة النافرة الضاربة برجلها وقد ذكر في قرص . ومنه حديث الآخر : قمصت بأرجلها وقنصت بأحبلها . وفي حديث أبي هريرة : لتقمصن بكم الأرض قماص البقر ، يعني الزلزلة . وفي حديث سليمان بن يسار : فقمصت به فصرعته أي وثبت ونفرت فألقته ، ويقال للفرس : إنه لقامص العرقوب ، وذلك إذا شنج نساه فقمصت رجله . وقمص البحر بالسفينة إذا حركها بالموج ، ويقال للكذاب : إنه لقموص الحنجرة ، حكاه يعقوب عن كراع . والقمص : ذباب صغار يطير فوق الماء واحدته قمصة . والقمص : الجراد أول ما يخرج من بيضه ، واحدته قمصة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية