الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قفن ]

                                                          قفن : التهذيب : قال عمر بن الخطاب : إني لأستعمل الرجل القوي وغيره خير منه ، ثم أكون على قفانه ، وفي طريق آخر : إني لأستعمل الرجل الفاجر لأستعين بقوته ثم أكون على قفانه ، يعني على قفاه ، قال أبو عبيد : قفان كل شيء جماعه واستقصاء معرفته ، يقول : أكون على تتبع أمره حتى أستقصي علمه وأعرفه ، والنون زائدة ، قال : ولا أحسب هذه الكلمة عربية ، إنما أصلها قبان ، وقال غيره : هو معرب قبان الذي يوزن به ، قال ابن بري : صوابه قبان بالصرف ، قال : وأما حمار قبان لدويبة معروفة فغير مصروفة ، ومنه قول العامة : فلان قبان على فلان إذا كان بمنزلة الأمين والرئيس الذي يتتبع أمره ويحاسبه ، ولهذا سمي الميزان الذي يقال له القبان القبان . ابن الأعرابي : القفان عند العرب الأمين ، وهو فارسي عرب . ابن الأعرابي : هذا يوم قفن أي يوم قتال ، ويوم غضن إذا كان ذا حصار . وقفن رأسه وقنفه إذا قطعه وأبانه . والقفن : الضرب بالعصا والسوط ، قال بشير الفريري :


                                                          قفنته بالسوط أي قفن وبالعصا من طول سوء الضفن



                                                          وقفن الرجل يقفنه قفنا : ضربه على رأسه بالعصا . وقفنه يقفنه قفنا : [ ص: 165 ] ضرب قفاه . وقفن الشاة يقفنها قفنا : ذبحها من القفا . والقفينة : الشاة تذبح من قفاها ، وهو منهي عنه . وشاة قفينة : مذبوحة من قفاها ، وقيل : هي التي أبين رأسها من أي جهة ذبحت . وروي عن النخعي أنه قال في حديثه فيمن ذبح فأبان الرأس قال : تلك القفينة لا بأس بها ، ويقال : النون زائدة لأنها القفية ، قال أبو عبيد : القفينة كان بعض الناس يرى أنها التي تذبح من القفا ، وليست بتلك ، ولكن القفينة التي يبان رأسها بالذبح ، وإن كان من الحلق ، قال : ولعل المعنى يرجع إلى القفا لأنه إذا أبان لم يكن له بد من قطع القفا ، قال ابن بري : قول الجوهري النون زائدة لأنها القفية ، قال : النون في القفينة لام الكلمة ، يقال : قفن الشاة قفنا ، وهي قفين ، والشاة قفينة مثل ذبيحة ، قال : ولو كانت النون زائدة لبقيت الكلمة بغير لام ، وأما أبو زيد فلم يعرف فيها إلا القفية ، بالياء . وقال أبو عبيد : القفينة التي يبان رأسها عند الذبح ، وإن كان من الحلق ، وأنكر قول من يقول إنها التي تذبح من قفاها . وحكى غيره : قفن رأسه إذا قطعه فأبانه ، ويقال للقفا : القفن والقفينة ، فعيلة بمعنى مفعولة . يقال : قفن الشاة واقتفنها . وقد قالوا : القفن للقفا ، فزادوا نونا مشددة ، وأنشد الراجز في ابنه :


                                                          أحب منك موضع الوشحن     وموضع الإزار والقفن



                                                          والقفينة : الناقة التي تنحر من قفاها ، عن ثعلب ، وليس شيء من ذلك مشتقا من لفظ القفا ، إذ لو كان ذلك لقيل في كله قفي وقفية . أبو عمرو : القفين المذبوح من قفاه . واقتفنت الشاة والطائر إذا ذبحت من قبل الوجه فأبنت الرأس . والقفن : الموت ، ويقال : قفن يقفن قفونا إذا مات ، قال الراجز :


                                                          ألقى رحى الزور عليه فطحن     فقاء فرثا تحته حتى قفن



                                                          قال : وقفن الكلب إذا ولغ . ابن الأعرابي : القفن الموت ، والكفن التغطية . ابن الأعرابي : القفينة والقنيفة واحد . وهو أن يبان الرأس . التهذيب : أتيته على إفان ذلك وقفان ذلك وغفان ذلك أي على حين ذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية