الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قزح ]

                                                          قزح : القزح : بزر البصل ، شامية . والقزح والقزح : التابل ، وجمعهما أقزاح ، وبائعه قزاح . ابن الأعرابي : هو القزح والقزح والفحا والفحا . والمقزحة : نحو من المملحة . والتقازيح : الأبازير . وقزح القدر وقزحها تقزيحا : جعل فيها قزحا وطرح فيها الأبازير . وفي الحديث : إن الله ضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثلا ، وضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلا ، وإن قزحه وملحه ، أي : توبله من القزح ، وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك ، والمعنى : أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال تكره وتستقذر ، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار . وإذا جعلت التوابل في القدر قلت : فحيتها وتوبلتها وقزحتها بالتخفيف . الأزهري : قال أبو زيد قزحت القدر تقزح قزحا وقزحانا إذا أقطرت ما خرج منها . ومليح قزيح ، فالمليح من الملح والقزيح من القزح . وقزح الحديث : زينه وتممه من غير أن يكذب فيه وهو من ذلك . والأقزاح خرء الحيات ، واحدها قزح . وقزح الكلب ببوله ، وقزح يقزح في اللغتين جميعا قزحا ، بالفتح ، وقزوحا : بال ، وقيل : رفع رجله وبال ، وقيل : رمى به ورشه ، وقيل : هو إذا أرسله دفعا . وقزح أصل الشجرة : بوله . والقازح : ذكر الإنسان صفة غالبة . وقوس قزح : طرائق متقوسة تبدو في السماء أيام الربيع ، زاد الأزهري : غب المطر بحمرة وصفرة وخضرة ، وهو غير مصروف ، ولا يفصل قزح من قوس ، لا يقال : تأمل قزح فما أبين قوسه ، وفي الحديث عن ابن عباس : لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم شيطان ، وقولوا : قوس الله عز وجل ، قيل : سمي به لتسويله للناس وتحسينه إليهم المعاصي من التقزيح ، وهو التحسين ، وقيل : من القزح وهي الطرائق والألوان التي في القوس ، الواحدة قزحة ، أو من قزح الشيء إذا ارتفع كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية ، وأن يقال قوس الله فيرفع قدرها ، كما يقال بيت الله ، وقالوا : قوس الله أمان من الغرق ، والقزحة : الطريقة التي في تلك القوس . الأزهري : أبو عمرو : القسطان قوس قزح . وسئل أبو العباس عن صرف قزح ، فقال : من جعله اسم شيطان ألحقه بزحل ، وقال المبرد : لا ينصرف زحل ; لأن فيه العلتين : المعرفة والعدل ، قال ثعلب : ويقال إن قزحا جمع قزحة ، وهي خطوط من صفرة وحمرة وخضرة ، فإذا كان هذا ألحقته بزيد قال : ويقال قزح اسم ملك موكل به ، قال : فإذا كان هكذا ألحقته بعمر ، قال الأزهري : وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة . الأزهري : وقوازح الماء نفاخاته التي تنتفخ فتذهب ، قال أبو وجزة :


                                                          لهم حاضر لا يجهلون وصارخ كسيل الغوادي ، ترتمي بالقوازح



                                                          وأما قول الأعشى يصف رجلا :


                                                          جالسا في نفر قد يئسوا     في محيل القد من صحب قزح



                                                          فإنه عنى بقزح لقبا له ، وليس باسم ، وقيل : هو اسم . والتقزيح : رأس نبت أو شجرة إذا تشعب شعبا ، مثل برثن الكلب ، وهو اسم كالتمتين والتنبيت ، وقد قزحت . وفي حديث ابن عباس : نهى عن الصلاة خلف الشجرة المقزحة ، هي التي تشعبت شعبا كثيرة ، وقد تقزح الشجر والنبات ، وقيل : هي شجرة على صورة التين لها أغصان قصار في رءوسها مثل برثن الكلب ، وقيل : أراد بها كل شجرة قزحت الكلاب والسباع بأبوالها عليها ، يقال : قزح الكلب ببوله إذا رفع رجله وبال . قال ابن الأعرابي : من غريب شجر البر المقزح وهو شجر على صورة التين له غصنة قصار في رءوسها مثل برثن الكلب ، ومنه خبر الشعبي : كره أن يصلي الرجل في الشجرة المقزحة وإلى الشجرة المقزحة . وقزح العرفج : وهو أول نباته . وقزح أيضا : اسم جبل بالمزدلفة ، ابن الأثير : وفي حديث أبي بكر : أنه أتى على قزح وهو يخرش بعيره بمحجنه ، هو القرن الذي يقف [ ص: 96 ] عنده الإمام بالمزدلفة ، ولا ينصرف للعدل والعلمية كعمر . قال : وكذلك قوس قزح إلا من جعل قزح من الطرائق ، فهو جمع قزحة ، وقد ذكرناه آنفا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية