الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2764 - قصة عجيبة لأبي أمامة

                                                                                            6761 - حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبد الله بن سلمة بن عياش العامري ، ثنا صدقة بن هرمز ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله إلى قومي أدعوهم إلى الله تبارك وتعالى ، وأعرض عليهم شرائع الإسلام ، فأتيتهم وقد سقوا إبلهم ، وأحلبوها ، وشربوا فلما رأوني ، قالوا : مرحبا بالصدي بن عجلان ، ثم قالوا : بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل ، قلت : لا ولكن آمنت بالله وبرسوله ، وبعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه ، فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة دم فوضعوها ، واجتمعوا عليها يأكلوها ، فقالوا : هلم يا صدي ، فقلت : ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه ، قالوا : وما ذاك ؟ قلت : نزلت عليه هذه الآية : ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) إلى قوله : ( إلا ما ذكيتم ) فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون ، فقلت لهم : ويحكم ائتوني بشيء من ماء ، فإني شديد العطش ، قالوا : لا ، ولكن ندعك تموت عطشا . قال : فاعتممت وضربت رأسي في العمامة ، ونمت في الرمضاء في حر شديد ، فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه فأمكنني منها ، فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تلك الشربة ، فسمعتهم يقولون : أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تمجعوه بمذقة . فأتوني بمذيقتهم ، فقلت : لا حاجة لي فيها إن الله تبارك وتعالى أطعمني وسقاني ، فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية