الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قذر ]

                                                          قذر : القذر : ضد النظافة ، وشيء قذر بين القذارة . قذر الشيء قذرا وقذر وقذر يقذر قذارة ، فهو قذر وقذر وقذر وقذر ، وقد قذره قذرا وتقذره واستقذره . الليث : يقال قذرت الشيء بالكسر ، إذا استقذرته وتقذرت منه ، وقد يقال للشيء القذر : قذر أيضا فمن قال قذر جعله على بناء فعل من قذر يقذر فهو قذر ، ومن جزم قال : قذر يقذر قذارة ، فهو قذر . وفي الحديث : اتقوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها ، قال خالد بن جنبة : القاذورة التي نهى الله عنها الفعل القبيح واللفظ السيئ ورجل قذر وقذر . ويقال : أقذرتنا يا فلان ، أي : أضجرتنا . ورجل مقذر : متقذر . والقذور من النساء : المتنحية من الرجال ، قال :


                                                          لقد زادني حبا لسمراء أنها عيوف لأصهار اللئام قذور



                                                          ، والقذور من النساء : التي تتنزه عن الأقذار . ورجل مقذر : تجتنبه الناس ، وهو في شعر الهذلي . ورجل قذور وقاذور وقاذورة : لا يخالط الناس . وفي الحديث : ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله عز وجل ، أي : يكره خروجهم إلى الشام ومقامهم بها ، فلا يوفقهم لذلك ، كقوله تعالى : كره الله انبعاثهم فثبطهم . يقال : قذرت الشيء أقذره إذا كرهته واجتنبته . والقذور من الإبل : المتنحي . والقذور ، والقاذورة من الإبل : التي تبرك ناحية منها وتستبعد وتنافرها عند الحلب ، قال : والكنوف مثلها إلا أنها لا تستبعد ، قال الحطيئة يصف إبلا عازبة لا تسمع أصوات الناس :


                                                          إذا بركت لم يؤذها صوت سامر     ولم يقص عن أدنى المخاض قذورها



                                                          أبو عبيد : القاذورة من الرجال الفاحش السيئ الخلق . الليث : القاذورة الغيور من الرجال . ابن سيده : والقاذورة السيئ الخلق الغيور ، وقيل : هو المتقزز . وذو قاذورة : لا يخال الناس لسوء خلقه ولا ينازلهم ، قال متمم بن نويرة يرثي أخاه :


                                                          فإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشا     على الكاس ذا قاذورة متريعا



                                                          ، والقاذورة من الرجال : الذي لا يبالي ما قال وما صنع ، وأنشد :


                                                          أصغت إليه نظر الحيي     مخافة من قذر حمي



                                                          قال : والقذر القاذورة ، عنى : ناقة وفحلا . وقال عبد الوهاب الكلابي : القاذورة المتطرس ، وهو الذي يتقذر كل شيء ليس بنظيف . أبو عبيدة : القاذورة الذي يتقذر الشيء فلا يأكله . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاذورة لا يأكل الدجاج حتى تعلف . القاذورة هاهنا : الذي يقذر الأشياء ، وأراد بعلفها أن تطعم الشيء الطاهر ، والهاء للمبالغة . وفي حديث أبي موسى في الدجاج : رأيته يأكل شيئا فقذرته ، أي : كرهت أكله كأنه رآه يأكل القذر . أبو الهيثم : يقال : قذرت الشيء أقذره قذرا ، فهو مقذور ، قال العجاج :


                                                          وقذري ما ليس بالمقذور



                                                          يقول : صرت أقذر ما لم أكن أقذره في الشباب من الطعام . ولما رجم النبي صلى الله عليه وسلم ماعز بن مالك قال : اجتنبوا هذه القاذورة يعني الزنا ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : من أصاب من هذه القاذورة شيئا ، فليستتر بستر الله ، قال ابن سيده : أراه عنى به الزنا وسماه قاذورة كما سماه الله عز وجل ، فقال : إنه كان فاحشة ومقتا وقال ابن الأثير في تفسيره : أراد به ما فيه حد كالزنا والشرب . ورجل قاذورة : ، وهو الذي يتبرم بالناس ، ويجلس وحده . وفي الحديث : اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها . قال ابن الأثير : القاذورة هاهنا الفعل القبيح ، والقول السيئ . وفي الحديث : هلك المقذرون يعني الذين يأتون القاذورات . ورجل قذرة مثال همزة : يتنزه عن الملائم ملائم الأخلاق ، ويكرهها .

                                                          وقذور : اسم امرأة أنشد أبو زياد :


                                                          وإني لأكني عن قذور بغيرها     وأعرب أحيانا بها فأصارح



                                                          وقيذر بن إسماعيل : ، وهو أبو العرب ، وفي التهذيب : قيذار : ، وهو جد العرب يقال : بنو بنت ابن اسماعيل . وفي حديث كعب : قال الله تعالى لرومية : إني أقسم بعزتي لأهبن سبيك لبني قاذر ، أي : بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام يريد العرب . وقاذر : اسم ابن إسماعيل ويقال له : قيذر وقيذار .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية