الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قحط ]

                                                          قحط : القحط : احتباس المطر . وقد قحط وقحط ، والفتح أعلى قحطا وقحطا وقحوطا . وقحط الناس بالكسر على ما لم يسم فاعله لا غير قحطا وأقحطوا وكرهها بعضهم ، وقال ابن سيده : لا يقال قحطوا ولا أقحطوا . والقحط : الجدب ؛ لأنه من أثره .

                                                          وحكى أبو حنيفة : قحط المطر على صيغة ما لم يسم فاعله ، وأقحط على فعل الفاعل ، وقحطت الأرض على صيغة ما لم يسم فاعله فهي مقحوطة ، قال ابن بري : قال بعضهم قحط المطر بالفتح ، وقحط المكان بالكسر هو الصواب ، قال : ويقال أيضا : قحط القطر ، قال الأعشى :


                                                          وهم يطعمون إن قحط القط ر وهبت بشمأل وضريب



                                                          وقال شمر : قحوط المطر أن يحتبس وهو محتاج إليه ، ويقال : زمان قاحط ، وعام قاحط ، وسنة قحيط ، وأزمن قواحط . وعام قحط وقحيط : ذو قحط . وفي حديث الاستسقاء برسول الله صلى الله عليه وسلم : قحط المطر واحمر الشجر هو من ذلك . وأقحط الناس إذا لم يمطروا ، وقال ابن الفرج : كان ذلك في إقحاط الزمان وإكحاط الزمان ، أي : في شدته ، قال ابن سيده : وقد يشتق القحط لكل ما قل خيره ، والأصل للمطر ، وقيل : القحط في كل شيء قلة خيره أصل غير مشتق . وفي الحديث : إذا أتى الرجل القوم فقالوا قحطا فقحطا له يوم يلقى ربه ، أي : أنه إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول ، فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة ، وقحطا منصوب على المصدر ، أي : قحطت قحطا وهو دعاء بالجدب فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدبه من الأعمال الصالحة . وفي الحديث : من جامع فأقحط فلا غسل عليه ، ومعناه : أن ينتشر فيولج ثم يفتر ذكره قبل أن ينزل ، وهو من أقحط الناس إذا لم يمطروا ، والإقحاط مثل الإكسال وهذا مثل الحديث الآخر : الماء من الماء ، وكان هذا في أول الإسلام ثم نسخ وأمر بالاغتسال بعد الإيلاج . والقحطي من الرجال : الأكول الذي لا يبقي من الطعام شيئا ، وهذا من كلام أهل العراق ، وقال الأزهري : هو من كلام الحاضرة دون أهل البادية وأظنه نسب إلى القحط لكثرة الأكل ، كأنه نجا من القحط فلذلك كثر أكله . وضرب قحيط : شديد . والتقحيط في لغة بني عامر : التلقيح ، حكاه أبو حنيفة . والقحط : ضرب من النبت وليس بثبت . وقحطان : أبو اليمن وهو في قول نسابتهم : قحطان بن هود ، وبعض يقول : قحطان بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، والنسب إليه على القياس قحطاني ، وعلى غير القياس أقحاطي ، وكلاهما عربي فصيح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية