الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 716 ] 2597 - إهانة الحجاج أسماء رضي الله عنها

                                                                                            6398 - حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق رضي الله عنه ، أنبأ علي بن عبد العزيز ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا الأسود بن شيبان ، أنبأ أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي ، قال : صلب الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما على عقبة المدينة ليري ذلك قريشا ، فإما أن يقروا فجعلوا يمرون ولا يقفون عليه ، حتى مر عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فوقف عليه ، فقال : السلام عليك أبا خبيب ، قالها ثلاث مرات ، لقد نهيتك عن ذا قالها ثلاثا ، لقد كنت صواما قواما تصل الرحم ، قال : فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فاستنزله فرمى به في قبور اليهود ، وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تأتيه وقد ذهب بصرها ، فأبت ، فأرسل إليها : لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك ، قالت : والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني ، فأتى رسوله فأخبره ، فقال : يا غلام ، ناولني سبيبتي ، فناوله بغلته ، فقام وهو يتوقد حتى أتاها ، فقال لها : كيف رأيت الله صنع بعدو الله ؟ قالت : رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك ، وأما ما كنت تعيره بذات النطاقين ، أجل ، لقد كان لي نطاقان ، نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النمل ، ونطاقي الآخر لا بد للنساء منه ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " إن في ثقيف كذابا ومبيرا " ، فأما الكذاب فقد رأيناه ، وأما المبير فأنت ذاك ، قال : فخرج .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية