الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2573 - ذكر تبحر علم ابن عباس

                                                                                            6347 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا أبو حمزة الثمالي ، عن أبي صالح ، قال : لقد رأيت من ابن عباس مجلسا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخرا ، لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق ، فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا يذهب ، قال : فدخلت عليه فأخبرته كأنهم على بابه ، فقال لي : ضع لي وضوءا . قال : فتوضأ وجلس ، وقال لي : اخرج وقل لهم : من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه أن يدخل .

                                                                                            قال : فخرجت فآذنتهم ، فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، قال : فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم عنه وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر ، ثم قال : إخوانكم . قال : فخرجوا ، ثم قال لي : اخرج فقل من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل .

                                                                                            فخرجت فقلت لهم ، قال : فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ، ثم قال : إخوانكم . قال : فخرجوا ، ثم قال لي : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل . قال : فخرجت ، فآذنتهم ، فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ، ثم قال : إخوانكم . قال : فخرجوا ، ثم قال لي : اخرج فقل : من أراد أن [ ص: 694 ] يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل . قال : فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ، قال أبو صالح : فلو أن قريشا كلها فخرت بذلك لكان فخرا لها ، قال : فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية