الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2344 - نهى النبي أن يروع المؤمن وأن يؤخذ متاعه لاعبا وجدا

                                                                                            5833 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال : قال زيد بن ثابت : كانت [ ص: 522 ] وقعة بعاث وأنا ابن ست سنين ، وكانت قبل هجرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بخمس سنين ، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المدينة ، وأنا ابن إحدى عشرة سنة ، وأتي بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا : غلام من الخزرج قد قرأ ست عشرة سورة ، فلم أجز في بدر ، ولا أحد ، وأجزت في الخندق . قال ابن عمر : وكان زيد بن ثابت يكتب الكتابين جميعا كتاب العربية ، وكتاب العبرانية ، وأول مشهد شهده زيد بن ثابت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ، وكان فيمن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أما إنه نعم الغلام " وغلبته عيناه يومئذ ، فرقد ، فجاء عمارة بن حزم ، فأخذ سلاحه وهو لا يشعر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أبا رقاد نمت حتى ذهب سلاحك " ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " من له علم بسلاح هذا الغلام ؟ " ، فقال عمارة بن حزم : أنا يا رسول الله أخذته ، فرده ، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يروع المؤمن ، وأن يؤخذ متاعه لاعبا وجدا ، وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم فأدركه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخذها منه فدفعها إلى زيد بن ثابت ، فقال عمارة : يا رسول الله ، بلغك عني شيء ؟ قال : " لا ، ولكن القرآن يقدم ، وكان زيد أكثر أخذا منك للقرآن " .

                                                                                            قال ابن عمر : ومات زيد بن ثابت ، وابنه إسماعيل صغير لم يسمع منه شيئا ، واختلف في وقت وفاته قال ابن عمر : والذي عندنا أنه مات بالمدينة سنة خمس وأربعين ، وهو ابن ست وخمسين سنة وصلى عليه مروان بن الحكم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية